আস-সুন্নাহ ট্রাস্ট এ আপনাকে স্বাগতম

সাম্প্রতিক আপডেট

18/03/2025, 02:54:36 AM عربي

ذنوب سالكي سبيل الله (5)

News Image

ذنوب سالكي سبيل الله (5)

الرياء والجدال وغيرهما
د. خوندكار عبد الله جهانجير
أستاذ قسم الحديث، الجامعة الإسلامية، كوشتيا. ورئيس سابق، مؤسسة السنة

كثير من الناس الذين يجتهدون في اتباع طريق الله ويحرصون على الدين يقعون أحيانًا في هذه الذنوب المدمرة للعبادة. كثير من المسلمين الواعين لا يقعون أبدًا في ذنوب مثل الزنا، والكذب، وشرب الخمر، أو ترك الصلاة والصوم. وإذا فعلوا شيئًا من ذلك يتوبون ويستغفرون بصدق. لكنهم يقعون -عن علم أو جهل- في ذنوب مثل الشرك، والكفر، والبدعة، والحسد، والكبرياء، والطمع، والرضا بالنفس، والغيبة، وغيرها.

والسبب أن الشيطان لا ييأس أبدًا من أي إنسان. فهو دائمًا يسعى لإضلال كل إنسان بطريقة ما. لديه منهج خاص لكل فئة من الناس. يريد أن يجعل الجميع كفارًا بلا دين. وإذا لم يستطع ذلك، فإنه يوقعهم في الذنوب تحت "غطاء الدين"، أو يوقعهم في "ذنوب القلب" التي تُهلك أعمال الصالحين، والتي يصعب أحيانًا على المتدينين إدراكها.

الرياء والرغبة في السمعة

المؤمن يعمل كل أعماله فقط لرضا الله. العمل من أجل أن يراه الناس أو لينال المدح أو الجاه أو المكافأة يسمى "رياء". في لغتنا يمكن أن نسميه "حب الظهور". الرياء هو أحد أكبر فخاخ الشيطان لهدم عبادات المؤمن وإدخاله النار. وقد حذر القرآن والسنة من خطورة الرياء. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أول من تُسعَّر بهم النار يوم القيامة ثلاثة، منهم عالم كبير، وشهيد مشهور، ومنفق سخي. رغم أنهم قضوا حياتهم في العبادة، إلا أن الرياء أهلكهم. [مسلم]

وفي أحاديث أخرى، سُمي الرياء "الشرك الأصغر"، لأن العبد يعبد الله لكنه يشرك معه مخلوقًا آخر برغبته في نيل المدح أو المكافأة. هذا الشرك لا يُخرج المسلم من الإسلام، لكنه يبطل ثواب العبادة. قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ قلنا: بلى. فقال: الشرك الخفي، أن يقوم الرجل يصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل." [ابن ماجه، حسن]

للوقاية من الرياء، على المؤمن أن يُخفي النوافل قدر المستطاع. أما العبادات التي تُشرع في العلن فلا يجوز تركها خوفًا من الرياء. وعليه أن يطهر قلبه من نية الرياء، وإذا شعر بها فليستغفر ويلجأ إلى الله.

من أسباب الرياء الرغبة في نيل السمعة والجاه من الناس. يجب أن نفهم جيدًا أن لا أحد في الدنيا يستطيع أن يعطينا شيئًا. كلهم عاجزون مثلنا. الذي نريد إرضاءه قد لا يمدحنا أصلًا، أو قد نموت قبل أن نسمع كلامه، أو يموت هو قبل أن يمدحنا. وحتى لو مدحنا، فما الفائدة؟ رضا الله ومكافأته تكفينا. هو يرضى بالقليل ويعطي الكثير. إذا أعطى فلا رادّ لعطائه، وإذا منع فلا معطي سواه.

قال كعب بن مالك رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه." [الترمذي، صحيح]

أيها القارئ الكريم، الدنيا ومراتبها ثقيلة ومحنة. المتواضعون الذين لا يُعطَون قيمة في المجتمع تكون قلوبهم نقية، فيسهل عليهم نيل ولاية الله. أغلب أولياء الله من هؤلاء البسطاء. قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"كم من أشعث أغبر ذي طمرين لا يُؤبه له لو أقسم على الله لأبره." [الترمذي، صحيح]

الجدال والمخاصمة

من فخاخ الشيطان للمتقين الوقوع في الجدال. فكثيرًا ما يتشاجر المتدينون في أمور الدين. قال أبو أمامة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل." [الترمذي، حسن صحيح]

يجب تجنب الجدال. نترك المناقشات الشرعية للعلماء. إذا اضطررنا، نناقش بهدوء دون خصومة. النقاش الهادئ يزيد العلم، أما الجدال فيسد طرق الفهم. في النقاش، يُقدّم كلٌ ما يعرفه، ويقبل الصواب من الآخرين بفرح. أما في الجدال، فإن كلا الطرفين يعتبر نفسه الأعلم، ويحاول إثبات صحة رأيه وهزيمة الآخر. الاعتراف بالخطأ يُعتبر هزيمة شخصية. لذلك حرم الإسلام الجدال. قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"من ترك المراء وهو مبطل بُني له بيت في ربض الجنة، ومن تركه وهو محق بُني له في وسطها، ومن حسن خلقه بُني له في أعلاها." [صحيح الترغيب]


কপিরাইট স্বত্ব © ২০২৫ আস-সুন্নাহ ট্রাস্ট - সর্ব স্বত্ব সংরক্ষিত| Design & Developed By Biz IT BD