আস-সুন্নাহ ট্রাস্ট এ আপনাকে স্বাগতম

সাম্প্রতিক আপডেট

23/08/2025, 05:46:22 AM عربي

يوم الجمعة وصلاة الجمعة

News Image

الخطبة الثانية من شهر جمادى الأولى: يوم الجمعة وصلاة الجمعة

نحمده ونصلي على رسوله الكريم. أما بعد،

فاليوم هو الجمعة الثانية من شهر جمادى الأولى. وفي خطبة اليوم سنتحدث عن يوم الجمعة وصلاة الجمعة. ولكن قبل ذلك نسلط الضوء بإيجاز على المناسبات الوطنية والدولية لهذا الأسبوع.

فاليوم هو ..... من شهر .....الميلادي. ومن بين مناسبات هذا الأسبوع: .....
....................................................................................................................

إن الله تعالى رب العالمين قد أنعم على أمة محمد بيوم الجمعة. منذ بدء الخليقة وهذا اليوم هو الأكثر شرفًا. ولكن الأمم السابقة لم تحظ بهذا اليوم. وقد وردت العديد من الأحاديث في فضل هذا اليوم. استمعوا إلى بعضها:

"خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ فِيْهِ خُلِقَ آدَمُ وَفِيْهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ وَفِيْهِ أُخْرِجَ مِنْهَا"
"أفضل يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خُلق آدم، وفيه أُدخل الجنة، وفيه أُخرج منها."[صحيح مسلم، ٢/٥٨٥]

"إِنَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ سَيِّدُ الأَيَّامِ وَأَعْظَمُهَا عِنْدَ اللهِ وَهُوَ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ مِنْ يَّوْمِ الأَضْحَى وَيَوْمِ الْفِطْرِ فِيْهِ خَمْسُ خِلَالٍ خَلَقَ اللهُ فِيْهِ آدَمَ وَأَهْبَطَ اللهُ فِيْهِ آدَمَ إِلَى الْأَرْضِ وَفِيْهِ تَوَفَّى اللهُ آدَمَ وَفِيْهِ سَاعَةٌ لَا يَسْأَلُ اللهَ فِيهَا الْعَبْدُ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ مَا لَمْ يَسْأَلْ حَرَامًا وَفِيْهِ تَقُوْمُ السَّاعَةُ مَا مِنْ مَّلَكٍ مُقَرَّبٍ وَلَا سَمَاءٍ وَلَا أَرْضٍ وَلَا رِيَاحٍ وَلَا جِبَالٍ وَلَا بَحْرٍ إِلَّا وَهُنَّ يُشْفِقْنَ مِنْ يَّوْمِ الْجُمُعَةِ"
"إن يوم الجمعة سيد الأيام وأعظمها عند الله، وهو أعظم عند الله من يوم الأضحى ويوم الفطر. فيه خمس خصال: خلق الله فيه آدم، وأهبط الله فيه آدم إلى الأرض، وفيه توفى الله آدم، وفيه ساعة لا يسأل الله فيها العبد شيئًا إلا أعطاه ما لم يسأل حرامًا، وفيه تقوم الساعة. ما من ملك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا رياح ولا جبال ولا بحر إلا وهن يشفقن من يوم الجمعة."[سنن ابن ماجه، ١/٣٤٤؛ مصباح الزجاجة للبوصيري، ١/١٢٩؛ صححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه، ٣/٨٤. الحديث حسن]

"إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ... فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنْ الصَّلَاةِ فِيْهِ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ قَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلَاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرِمْتَ- أي بَلِيتَ- فَقَالَ إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ: أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَام"
"إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة... فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي." قالوا: يا رسول الله وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت (أي بليت)؟ فقال: "إن الله عز وجل حرم على الأرض أجساد الأنبياء: أن تأكل أجساد الأنبياء عليهم السلام."[سنن أبي داود، ١/٢٧٥، ٢/٨٨؛ سنن النسائي، ٣/٩١؛ سنن ابن ماجه، ١/٣٤٥؛ صحيح الترغيب، ١/١٧٠. الحديث صحيح]

وأعظم عمل في هذا اليوم العظيم هو أداء صلاة الجمعة. يقول الله تعالى:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ
"يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون."[سورة الجمعة: الآية ٩]

 

صلاة الجمعة من الفرائض العبادية المهمة للمؤمن. ترك صلاة الجمعة عمدًا وأداء صلاة الظهر بدلاً منها هو أيضًا عملٌ إثمٌ كبير وجريمةٌ يعاقب عليها بشدة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمْ الْجُمُعَاتِ أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ/الْمُنَافِقِينَ»
[صحيح مسلم، ٢/٥٩١]

في أداء صلاة الجمعة بشكلٍ كاملٍ هناك أجرٌ عظيم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ فَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ وَزِيَادَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ وَمَنْ مَسَّ الْحَصَى فَقَدْ لَغَا»
[صحيح مسلم، ٢/٥٨٨]

الذاهب إلى صلاة الجمعة يحصل على أجر الجهاد في سبيل الله. قال التابعي يزيد بن أبي مريم: كنت أمشي إلى صلاة الجمعة، فلقيني التابعي أباية بن رفاعة فقال لي: أبشر، فإن خطاك هذه في سبيل الله. سمعت أبا عبس رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«مَنْ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ اللهِ حَرَّمَهُ اللهُ عَلَى النَّارِ/ فَهُمَا حَرَامٌ عَلَى النَّارِ»
[صحيح البخاري، ١/٣٠٨، ٣/١٠٣٥؛ سنن الترمذي، ٤/١٧٠]

لقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم آدابًا كثيرة للذهاب إلى صلاة الجمعة. ومنها: الاغتسال يوم الجمعة، والتطيب، ولبس أجمل الثياب، والمشي إلى المسجد، والتبكير في الحضور، وصلاة بعض السنن والنوافل عند دخول المسجد، وعدم إيذاء من سبق بالحضور، وعدم تخطي أعناق الناس، وعدم الفرقة بين اثنين، والجلوس قريبًا من الإمام، والاستماع إلى الخطبة بانصات وتركيز، وغير ذلك. استمعوا إلى بعض الأحاديث في هذا:

«إِنَّ هَذَا يَوْمُ عِيدٍ جَعَلَهُ اللهُ لِلْمُسْلِمِينَ فَمَنْ جَاءَ إِلَى الْجُمُعَةِ فَلْيَغْتَسِلْ وَإِنْ كَانَ طِيبٌ فَلْيَمَسَّ مِنْهُ وَعَلَيْكُمْ بِالسِّوَاكِ»
"إن هذا يوم عيد جعله الله للمسلمين، فمن جاء إلى الجمعة فليغتسل، وإن كان عنده طيب فليمس منه، وعليكم بالسواك."[سنن ابن ماجه، ١/٣٤٩؛ صحيح الترغيب للألباني، ١/١٧٢. الحديث حسن]

«مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَمَسَّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كَانَ عِنْدَهُ وَلَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى يَأْتِيَ الْمَسْجِدَ فَيَرْكَعَ إِنْ بَدَا لَهُ وَلَمْ يُؤْذِ أَحَدًا (فَلَمْ يَتَخَطَّ أَعْنَاقَ النَّاسِ، وَلَمْ يَلْغُ وَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ اثْنَيْنِ) ثُمَّ أَنْصَتَ إِذَا خَرَجَ إِمَامُهُ حَتَّى يُصَلِّيَ كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى»
"من اغتسل يوم الجمعة ومس من طيب إن كان عنده، ولبس من أحسن ثيابه، ثم خرج حتى يأتي المسجد فيركع إن بدا له، ولم يؤذ أحدًا (فلم يتخط أعناق الناس، ولم يلغ ولم يفرق بين اثنين)، ثم أنصت إذا خرج إمامه حتى يصلي، كانت كفارة لما بينها وبين الجمعة الأخرى."[سنن أبي داود، ١/٩٤؛ سنن ابن ماجه، ١/٣٤٩؛ مجمع الزوائد للهيثمي، ٢/١٧١، ١٧٥. الحديث صحيح]

«مَنْ غَسَّلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاغْتَسَلَ ثُمَّ بَكَّرَ وَابْتَكَرَ وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ وَدَنَا مِنَ الْإِمَامِ فَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ أَجْرُ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا»
"من غسل يوم الجمعة واغتسل ثم بكر وابتكر ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام فاستمع ولم يلغ، كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها."[سنن أبي داود، ١/٩٥؛ سنن النسائي، ٣/٩٥، ٩٧؛ سنن ابن ماجه، ١/٣٤٦؛ المستدرك للحاكم، ١/٤١٨؛ صحيح الترغيب للألباني، ١/١٦٨. الحديث صحيح]

«مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ حَضَرَتْ الْمَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ»
"من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح (في الساعة الأولى) فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشًا أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر."[صحيح البخاري، ١/٣٠١؛ صحيح مسلم، ٢/٥٨٢]

 

حتى ينصت المصلون للخطبة ويسمحوا للآخرين بالاستماع، فقد حُرّم التحدث بأي كلام أثناء الخطبة، حتى مجرد الأمر بالصمت. كما نُهي عن الإشارة باليد أو تحريك الحصى وما شابه. من يفعل ذلك فلا أجر له في جمعه. وقد ورد في أحاديث مختلفة أن من يستمع إلى الخطبة بانصات كامل سينال مغفرة وثوابًا إضافيًا besides the reward of Jumu'ah. In fact, one of the acts of worship in Salat al-Jumu'ah is listening attentively to the Imam's sermon. The purpose of the Khutbah is to provide the congregation with necessary advice and guidance every week. In Arabic, Khutbah means a speech. The Prophet Muhammad (peace be upon him) referred to the Khutbah as "Wa'z" (advice) and said:

«مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَمَسَّ مِنْ طِيبِ امْرَأَتِهِ إِنْ كَانَ لَهَا وَلَبِسَ مِنْ صَالِحِ ثِيَابِهِ ثُمَّ لَمْ يَتَخَطَّ رِقَابَ النَّاسِ وَلَمْ يَلْغُ عِنْدَ الْمَوْعِظَةِ كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهُمَا وَمَنْ لَغَا وَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ كَانَتْ لَهُ ظُهْرًا»
"من اغتسل يوم الجمعة ومس من طيب امرأته إن كان لها، ولبس من صالح ثيابه، ثم لم يتخط رقاب الناس ولم يلغ عند الموعظة، كانت كفارة لما بينهما. ومن لغا وتخطى رقاب الناس كانت له ظهرًا (كصلاة الظهر فقط بلا فضل الجمعة)."[سنن أبي داود، ١/٩٥؛ صحيح ابن خزيمة، ٣/١٥٦؛ صحيح الترغيب للألباني، ١/١٧٦. الحديث حسن]

للاستماع الجيد للخطبة وفهمها، أمر النبي صلى الله عليه وسلم المصلين بالجلوس قريبًا من الإمام. قال:

«احْضُرُوا الذِّكْرَ (الْجُمُعَةَ) وَادْنُوا مِنَ الْإِمَامِ فَإِنَّ الرَّجُلَ لَا يَزَالُ يَتَبَاعَدُ حَتَّى يُؤَخَّرَ فِي الْجَنَّةِ وَإِنْ دَخَلَهَا»
"احضروا الذكر (الجمعة) وادْنُوا من الإمام، فإن الرجل لا يزال يتباعد حتى يؤخر في الجنة وإن دخلها."[سنن أبي داود، ١/٢٨٩؛ صحيح الترغيب للألباني، ١/١٧٤؛ صحيح سنن أبي داود، ٣/١٠٨. الحديث حسن]

لهذا الغرض -الاستماع للخطبة- أمر النبي صلى الله عليه وسلم مرارًا بالتبكير إلى المسجد. وقد رأينا بعض هذه الأحاديث. كان النبي صلى الله عليه وسلم يبدأ خطبة صلاة الجمعة بمجرد ميل الشمس عن وسط السماء (الزوال). [صحيح البخاري، ١/٣٠٧] لذلك أمر مرارًا بالذهاب إلى المسجد يوم الجمعة (غدوة) أي قبل أن يمضي من النهار شيء. في فضل العلم رأينا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرًا أو يعلمه، كان له أجر حاج تامًا حجته". وفي حديث آخر رأينا أن الملائكة تستمر في كتابة الثواب الخاص حتى يبدأ الإمام خطبته.

الهدف من الخطبة هو الوَعْظ وإحداث تغيير في قلوب المصلين. لذلك فإن سنة النبي صلى الله عليه وسلم أن يُظهر الخطيب مشاعره خلال خطبته. عندما كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب، كانت عيناه تحمران، ويرتفع صوته، ويظهر غضب شديد يتناسب مع موضوع الخطبة. كان يبدأ خطبته بحمد الله والشهادتين، ثم يأمر بالتمسك بالقرآن والسنة واجتناب البدع. في معظم الأحيان، كان يعظ بتلاوة سور مختلفة من القرآن الكريم خلال خطبته. كان يوصي بالتفكير في زوال الدنيا ويحث على توجيه القلوب towards the Hereafter. [صحيح البخاري، ٣/١١٨٠، ٣/١١٩١، ٤/١٨٢١؛ صحيح مسلم، ٢/٥٨٩-٥٩٥؛ المستدرك للحاكم، ١/٤٢٣]

بالإضافة إلى وعظ المصلين المجتمعين، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أثناء الخطبة أحيانًا يتكلم مع المصلين عند الحاجة ويعطي أوامر ونواهي شخصية. في أحد الأيام، أثناء الخطبة، رأى رجلاً يتخطى رقاب الناس ليأتي إلى الأمام، فقال له: «اجلس، فإنك آذيت الناس». ورأى عبد الله بن مسعود جالسًا عند باب المسجد، فتوقف عن الخطبة وناداه قائلاً: «تعال إلى الأمام». وكان الخلفاء الراشدون يفعلون مثل ذلك عند الحاجة. في يوم كان عمر رضي الله عنه يخطب، فدخل عثمان رضي الله عنه المسجد. فتوقف عمر عن الخطبة وقال: «أي ساعة هذه؟ (لماذا هذا التأخير؟)». فقال عثمان: «انشغلت بعمل، وعندما سمعت الأذان جئت إلى البيت وتوضأت ثم أتيت». فقال عمر: «مجرد وضوء؟ وأنت تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالاغتسال يوم الجمعة».[صحيح البخاري، ١/٣٠٠، ٣١٥؛ سنن أبي داود، ١/٢٥٧، ٢٨٦، ٢٩٢؛ السنن الكبرى للبيهقي، ٣/٢٠٦، ٢٣٦]

في يوم الجمعة هناك لحظة خاصة لإجابة الدعاء. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ لَسَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللهَ فِيهَا خَيْرًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ قَالَ وَهِيَ سَاعَةٌ خَفِيفَةٌ»
"إن في الجمعة لساعة لا يوافقها مسلم يسأل الله فيها خيرًا إلا أعطاه إياه"، وقال: "وهي ساعة خفيفة".[صحيح البخاري، ١/٣١٦؛ صحيح مسلم، ٢/٥٨٣-٥٨٤]

ورد في حديث أن هذه اللحظة تكون من حين يجلس الإمام على المنبر للخطبة حتى تنتهي صلاة الجمعة. [صحيح مسلم، ٢/٥٨٤] وفي روايات أخرى أن هذه اللحظة تكون بعد العصر يوم الجمعة قبل غروب الشمس. [مشكاة المصابيح للخطيب التبريزي، تحقيق الألباني، ١/٤٢٨-٤٢٩] وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو أحيانًا أثناء الخطبة.

رغم فضائل يوم الجمعة الكثيرة، لا يجوز أن نتعبد حسب رغبتنا وانفعالاتنا، بل يجب أن نتعبد وفق توجيهات السنة. قد يظن البعض، نظرًا لفضائل الجمعة، أن يصوموا في هذا اليوم أو يخصوا ليلة الجمعة بصلاة القيام أو يزيدوا في العبادة، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك. قال:

«لَا تَخْتَصُّوا لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ بِقِيَامٍ مِنْ بَيْنِ اللَّيَالِي وَلَا تَخُصُّوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِصِيَامٍ مِنْ بَيْنِ الأَيَّامِ ....لَا يَصُمْ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَّا أَنْ يَصُومَ قَبْلَهُ أَوْ يَصُومَ بَعْدَهُ»
"لا تختصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام... لا يصوم أحدكم يوم الجمعة إلا أن يصوم قبله أو يصوم بعده".[صحيح مسلم، ٢/٨٠١]

من السنن المشروعة الخاصة بهذا اليوم: الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. وقد سمعنا حديثًا في هذا. ومن الأعمال المهمة الأخرى: تلاوة سورة الكهف يوم الجمعة وليلتها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ»
"من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعة إلى الجمعة".[المستدرك للحاكم، ٢/٣٩٩؛ المختارة للضياء المقدسي، ٢/٥٠-٥١؛ صحيح الترغيب للألباني، ١/١٨٠. الحديث صحيح]

مع كراهة إفراد يوم الجمعة بالصوم، يجوز صومه إذا صام معه يومًا قبله أو بعده أو إذا وافق يومًا كان يصومه عادة. بالإضافة إلى ذلك، حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على القيام بأعمال الخير humanity. قال:

«خَمْسٌ مَنْ عَمِلَهُنَّ فِي يَوْمٍ كَتَبَهُ اللهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ: مَنْ عَادَ مَرِيضًا، وَشَهِدَ جَنَازَةً، وَصَامَ يَوْمًا، وَرَاحَ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَأَعْتَقَ رَقَبَةً»
"خمس من عملهن في يوم كتبه الله من أهل الجنة: من عاد مريضًا، وشهد جنازة، وصام يومًا، وراح إلى الجمعة، وأعتق رقبة".[صحيح ابن حبان، ٧/٦؛ مجمع الزوائد للهيثمي، ٢/١٦٩؛ صحيح الترغيب للألباني، ١/١٦٧. الحديث صحيح]

هذه كلها أعمال صالحة عظيمة الأهمية. من الأحاديث الصحيحة نعلم أن من يزور أي مريض نظرة واحدة، يداوم سبعون ألف ملك على الدعاء له طوال اليوم والليلة، ومن يشهد جنازة فله أجر جبل، ومن يبقى حتى الدفن فله أجر جبلين. في الإسلام، يعتبر عتق الرقاب عبادة عظيمة لإلغاء نظام الرق من المجتمع. على الرغم من إلغاء نظام الرق قانونيًا في الوقت الحاضر، إلا أن العمال في كثير من الحالات يعاملون معاملة تشبه معاملة العبيد. فالصرف المالي لتحريرهم اقتصاديًا هو أيضًا عبادة مماثلة. وأجر الصيام والجمعة نعلمه. وإذا تمت هذه الأعمال مجتمعة في يوم واحد، فله البشرى العظيمة بالجنة. في حديث آخر، يقول أبو هريرة رضي الله عنه: ذات يوم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ صَائِمًا؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: أَنَا. قَالَ: «فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ جَنَازَةً؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: أَنَا. قَالَ: «فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مِسْكِينًا؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: أَنَا. قَالَ: «فَمَنْ عَادَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مَرِيضًا؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: أَنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ».
"من أصبح منكم اليوم صائمًا؟" قال أبو بكر رضي الله عنه: أنا. قال: "فمن تبع منكم اليوم جنازة؟" قال أبو بكر رضي الله عنه: أنا. قال: "فمن أطعم منكم اليوم مسكينًا؟" قال أبو بكر رضي الله عنه: أنا. قال: "فمن عاد منكم اليوم مريضًا؟" قال أبو بكر رضي الله عنه: أنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما اجتمعت في امرئ إلا دخل الجنة".[صحيح مسلم، ٢/٧١٣، رقم ١٠٢٨]

اللهم اجعل هذه الأعمال عادة لنا دائمة. آمين.


কপিরাইট স্বত্ব © ২০২৫ আস-সুন্নাহ ট্রাস্ট - সর্ব স্বত্ব সংরক্ষিত| Design & Developed By Biz IT BD