١. ٢. الانحطاط،
الانحدار، والإصلاح سنّة الله تعالى
لقد بيّن القرآن الكريم أسباب انحدار
الأمم السابقة وهلاكها بأوضح بيان. وقد صرّحت السنة النبوية الشريفة بأن انحدار
هذه الأمة سيكون على منوال الأمم السابقة.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:
قال رسول الله ﷺ: "لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ
وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ قُلْنَا
يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ فَمَنْ؟" (رواه البخاري)
وفي حديث آخر عن أبي هريرة رضي الله
عنه قال: قال رسول الله ﷺ: "لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَأْخُذَ أُمَّتِي
بِأَخْذِ الْقُرُونِ قَبْلَهَا شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ فَقِيلَ يَا
رَسُولَ اللَّهِ كَفَارِسَ وَالرُّومِ فَقَالَ وَمَنْ النَّاسُ إِلا
أُولَئِكَ" (رواه البخاري)
أوّل دعاء علّمناه الله تعالى في سورة
الفاتحة هو: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ
أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)}
[سورة الفاتحة: 6-7].
وفي الحديث الصحيح الذي رواه ابن حبان
وأحمد وغيرهما بيّن رسول الله ﷺ أن: "المغضوب عليهم: اليهودُ، والضالِّينَ:
النصارى". أي أن الله تعالى علّمنا أن ندعوه دائمًا للتحصّن من طريق اليهود
والنصارى. وقد بيّن الله في القرآن بالتفصيل كيف استحقّ هؤلاء الغضب والضلال.
وسنذكر هنا بإيجاز بعض النقاط.