আস-সুন্নাহ ট্রাস্ট এ আপনাকে স্বাগতম

সাম্প্রতিক আপডেট

14/08/2025, 05:55:38 AM عربي

اجتناب تقليد غير المسلمين أو الفاسقين

News Image

٢.١. اجتناب تقليد غير المسلمين أو الفاسقين

بشكل عام، ندرك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام رضي الله عنهم، كأفراد في المجتمع العربي، اتبعوا في أمور الدنيا مثل المأكل والمشرب واللباس والسكن وما شابه ذلك العادات السائدة بين العرب في ذلك الوقت. ومن هنا، يُفهم أن هناك تشابهاً بين المسلمين والكفار في هذه الجوانب. ولهذا السبب، يعتقد البعض أنه لا يوجد شيء يُسمى "اللباس الإسلامي"، ويقولون إن ما كان يرتديه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه كان يرتديه أبو جهل وغيره من الكفار أيضاً، وبالتالي لا يوجد شيء يُسمى "اللباس الإسلامي" أو "اللباس السني".

قد يبدو هذا الكلام منطقياً ظاهرياً، لكنه في ضوء تعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم الفعلية وأعمال الصحابة يثبت أنه خطأ ومضلل. فمن خلال التوجيهات النبوية في الأحاديث المختلفة، نرى أنه إلى جانب اتباع العادات السائدة في المجتمع في الأمور الدنيوية، فقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بشكل خاص بالحفاظ على التمايز بين المسلمين والكفار. هو وأصحابه رضوان الله عليهم، مع أنهم ارتدوا الملابس الشائعة، إلا أنهم نهوا عن ارتداء الملابس التي تشير إلى التناغم الظاهري مع الكفار والمشركين أو اليهود أو النصارى. فكان ينهى الصحابة عن ارتداء ملابس إذا لبسوها بدوا مثل أبي جهل. وفي أحاديث مختلفة، نُهي عن تقليد "غير المسلمين" أو "المشركين" أو "الكفار" أو "اليهود" أو "النصارى" أو "عبدة النار" وغيرهم، سواء في اللباس أو استخدام الأدوات والأثاث. وكانوا ينهون عن التشبه بهم حتى في الأمور الدنيوية.

النهي عن التشبه بالكفار في القرآن والسنة

في القرآن الكريم، وردت آيات عديدة تأمر المؤمنين بعدم التشبه بالكفار وعدم اتباع طرقهم. (انظر: سورة آل عمران: الآية ١٠٥، سورة النساء: الآية ١١٥، سورة الأعراف: الآية ١٤٢، سورة يونس: الآية ٨٩). وفي الأحاديث النبوية، نُهي المسلمون مراراً وتكراراً عن تقليد غير المسلمين. ومن الأحاديث الصحيحة المشهورة ما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ"

(رواه أبو داود في السنن ٤/٤٤، وصححه الألباني في صحيح الجامع ٢/١٠٥٩، رقم ٦١٤٩).

في تفسير هذه الآيات والأحاديث، يظن البعض أن النهي محصور في الأمور الدينية فقط، وهذا غير صحيح. لا شك أن التقليد في الاعتقاد أو الشعائر الدينية أشد إثماً، لكن التقليد في الأمور الثقافية والدنيوية أيضاً محرم أو مذموم. ففي الأحاديث نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم أكد مراراً على ضرورة التميز في جميع الجوانب: الدينية والثقافية والدنيوية.

حتى في أمور اللباس والسلوك والمأكل والمشرب والمسكن وغيرها، فإن تقليد غير المسلمين مضر بالمسلم. فعادةً لا يقلد الإنسان أحداً إلا إذا كان يحبه ويعظمه. وهذه التقليعات "الصغيرة" تزيد تدريجياً من محبة المقلِّد لأولئك المقلَّدين، حتى يصبحوا "قدوة" في نظره، ثم تصبح أفعالهم المذمومة مقبولةً في قلبه شيئاً فشيئاً. لذلك نجد في السنة النبوية توجيهات كثيرة يأمر فيها النبي صلى الله عليه وسلم بمخالفة الكفار حتى في الأمور الدنيوية الصغيرة. وكذلك كان الصحابة رضي الله عنهم يحذرون من تقليد غير المسلمين في العادات الدنيوية والملابس والاحتفالات والأعياد وغيرها.

بعض الأحاديث في هذا الباب

سنناقش هنا بعض الأحاديث المتعلقة بهذا الموضوع، وسنذكرها بشكل عام لفهم أهمية التميز عن غير المسلمين في الأمور الدنيوية بما فيها اللباس. ولن نخوض في التفاصيل الفقهية لكل حديث.

عندما يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بأمر، فإنه يُحمل عادةً على الوجوب أو السنة المؤكدة. وإذا جاءت أحاديث أخرى تؤكد على أهمية هذا الأمر أو ينهى عن ضده، فإنه يُفهم منه الوجوب قطعاً. أما إذا ورد أنه صلى الله عليه وسلم ترك هذا الفعل دون إنكار أو تركه بنفسه، فيُحمل على الاستحباب أو الإباحة. الأحاديث التي نناقشها هنا تنهى عن "التشبه" بالكفار في الأمور الدنيوية مثل اللباس وغيره، مما يدل على أن التشبه مذموم. لكن مقدار الذم يختلف باختلاف الأحاديث الأخرى.

مثلاً:

  • حديث يأمر باستخدام الخضاب في الشعر واللحية لترك التشبه بالكفار، وهذا الأمر في ضوء الأحاديث الأخرى يُحمل على الاستحباب.

  • حديث يأمر بلبس النعال (الصنادل) في الصلاة لترك التشبه بالكفار، وهذا في ضوء الأحاديث الأخرى يُحمل على الإباحة.

  • أحاديث تنهى عن حلق اللحية وتأمر بإعفائها لترك التشبه بالكفار، وهذه في ضوء الأحاديث الأخرى تُحمل على الوجوب.

وهكذا يجب فهم كل حديث في ضوء الأحاديث الأخرى. لن نستطيع في هذا الكتاب مناقشة الجوانب الفقهية لكل حديث، لكن جميعها تؤكد على أهمية تجنب التشبه بالكفار حتى في الأمور الدنيوية.

الملابس والحجاب والتجمل في ضوء القرآن والسنة

تأليف: دكتور خوندكار أبو نصر محمد عبد الله جهانغير


কপিরাইট স্বত্ব © ২০২৫ আস-সুন্নাহ ট্রাস্ট - সর্ব স্বত্ব সংরক্ষিত| Design & Developed By Biz IT BD