إن المجتمع الفاسد تنزل عليه عقوبة الله. وقد حذرنا رسول الله ﷺ في عدة أحاديث، فقال: "إذا فسدتم، فإن سلطتكم ستظلمكم." وقد ذكرت لكم هذا الحديث مرارًا، حيث قال رسول الله ﷺ:
«وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيْزَانَ إِلَّا أُخِذُوْا بِالسِّنِيْنَ وَشِدَّةِ الْمَئُوْنَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ... وَلَمْ يَنْقُضُوْا عَهْدَ اللهِ وَعَهْدَ رَسُوْلِهِ إِلَّا سَلَّطَ اللهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوْا بَعْضَ مَا فِيْ أَيْدِيهِمْ وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللهِ وَيَتَخَيَّرُوْا مِمَّا أَنْزَلَ اللهُ إِلَّا جَعَلَ اللهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ.»
أي: عندما يبدأ الناس في المجتمع بالغش في الكيل والوزن، ويقبلون الفساد، فإن الله ينزل عليهم أنواعًا من العقوبات. تُرفع البركة من حياتهم، وتصبح المعيشة صعبة، ويظلمهم الحكام. فإذا قبلت الفساد، فأنت أيضًا شريك في الجريمة.
متى تنزل هذه العقوبة؟ عندما ينتشر الفساد علنًا في المجتمع. عندما يأخذ أحدهم المهر الحرام ومع ذلك أحافظ على العلاقة معه؛ أعلم أنه أخذ المهر، ومع ذلك أذهب إلى بيته للدعاء، وأتناول الطعام عنده، وأدعوه إلى بيتي، ولا يكون في قلبي كراهية لهذا الذنب العظيم! عندما يقبل المجتمع الغش في الوزن، والخداع، والغش في المنتجات، ولا يكون هناك أي إنكار أو كراهية اجتماعية لهذه الأفعال، حينها تنزل العقوبة على المجتمع. وقد وصلنا إلى هذه المرحلة.