আস-সুন্নাহ ট্রাস্ট এ আপনাকে স্বাগতম

সাম্প্রতিক আপডেট

08/03/2025, 05:21:01 AM عربي

لماذا نحتاج إلى أربعة شهود لإثبات زنا

News Image

لماذا نحتاج إلى أربعة شهود لإثبات زنا

الدكتور خوندكر عبد الله جاهنجير، أستاذ في قسم الحديث، الجامعة الإسلامية، كوشتيا، ورئيس سابق لصندوق السُّنَّة.

خلق الله تعالى الإنسان في أحسن تقويم من بين جميع المخلوقات، ومنحه أعلى مكانة بينهم. والهدف من ذلك أن يعبد الإنسان ربه ويتبع توجيهات الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في كل وقت وحين، ويبذل قصارى جهده لينضم إلى الصفوف الناجحة من أهل الجنة. ومع ذلك، قد يقع الإنسان أحيانًا في الخطأ بسبب وسوسة الشيطان أو اتباع الهوى، فينحرف عن الطريق الصحيح ويرتكب المعاصي، ويخسر مكانته الرفيعة. ومع هذا، فإن الإسلام يحث الإنسان على الندم والتوبة والعودة إلى الله، طالبًا المغفرة ليعود إلى مكانته. كما يُشجع على ستر عيوب الآخرين، وقد ورد في الحديث الشريف:
"مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (رواه البخاري ومسلم).

وفي المقابل، حذر الإسلام بشدة من تتبع عورات الناس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع:
"إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ" (رواه البخاري ومسلم).

بل إن القرآن شبه الغيبة بأكل لحم الأخ الميت، فقال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} (الحجرات: 12).

كما أن الإسلام يحرم القتل بغير حق، وشبه قتل نفس واحدة بقتل الناس جميعًا، فقال تعالى:
{مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا} (المائدة: 32).

وفي جرائم الحدود، اشترط الإسلام شهادة أربعة شهود في جريمة الزنا، فقال تعالى:
{وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ} (النساء: 15).
وإن لم يأتوا بالأربعة شهود، اعتبرهم الله كاذبين، فقال:
{لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ} (النور: 13).
بل إن من يتهم المحصنات دون إثبات، يُجلد ثمانين جلدة، ولا تُقبل شهادته أبدًا:
{وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (النور: 4).

وفي الحديث، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن سعد بن عبادة سأل النبي صلى الله عليه وسلم:
"يا رسول الله، أرأيت إن وجدت مع امرأتي رجلاً، أمهل حتى آتي بأربعة شهداء؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم" (رواه مسلم).

كما أن الخليفة عمر رضي الله عنه سأل عبد الرحمن بن عوف عن حكم من رأى شخصًا يزني وهو حاكم، فأجابه:
"شهادتك شهادة رجل من المسلمين"، فقال عمر: "صدقت" (رواه البخاري).

وفي قصة أخرى، رأى عمر رضي الله عنه رجلاً يزني ليلاً، فاستشار الصحابة، فقال علي رضي الله عنه:
"لا يحل لك أن تقتله؛ لأنك إن لم تأتِ بثلاثة شهود غيرك، فإن حد القذف يلزمك".

وهذا يدل على صعوبة إثبات جريمة الزنا بالشهود، حتى قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
"لم يثبت الزنا بالشهود منذ بدء الإسلام، وما ثبت كان بالإقرار فقط".

والحكمة من ذلك أن الإسلام يقدس الحياة البشرية، ويوجب على القاضي أن يتجنب إصدار حكم الإعدام ما وجد شبهة. بل إن الفقهاء أجمعوا على أن الشك يدرأ الحدود. لأن العفو عن مجرم خير من معاقبة بريء.

ومع ذلك، إذا ثبتت الجريمة بأربعة شهود، دل ذلك على تفشي الفساد، فشرع الإسلام العقوبة لحماية المجتمع.
نسأل الله أن يوفقنا لتحقيق التقوى الكاملة.


কপিরাইট স্বত্ব © ২০২৫ আস-সুন্নাহ ট্রাস্ট - সর্ব স্বত্ব সংরক্ষিত| Design & Developed By Biz IT BD