আস-সুন্নাহ ট্রাস্ট এ আপনাকে স্বাগতম

সাম্প্রতিক আপডেট

17/03/2025, 08:29:57 AM عربي

ذنوب سالكي سبيل الله (٣)

News Image

ذنوب سالكي سبيل الله (٣)

الدكتور خوندكار عبد الله جاهنغير
أستاذ، قسم الحديث الشريف، الجامعة الإسلامية، كوشتيا
رئيس مجلس أمناء، مؤسسة السنة

انتهاك حقوق المخلوق والنميمة

كثير من الناس المتقين والذين يسيرون على طريق الله - سبحانه وتعالى - قد يقعون أحياناً في هذه الذنوب المهلكة للعبادة. فهناك كثير من المسلمين الواعين الذين لا يرتكبون الزنا أو الكذب أو شرب الخمر أو ترك الصلاة أو الصيام، بل إن وقعوا في شيء من ذلك فإنهم يسارعون إلى التوبة والاستغفار.
ولكنهم مع ذلك يقعون - عن علم أو عن جهل - في الشرك، أو الكفر، أو البدعة، أو الحسد، أو الكبر، أو الطمع، أو العُجب، أو الغيبة، وما إلى ذلك من الذنوب.

وذلك لأن الشيطان لا ييأس من إغواء أي إنسان، بل يسعى دوماً لإضلال كل شخص بطريقته. فلديه منهج خاص لكل فئة من الناس، ويريد أن يجعلهم جميعًا كفارًا لا دينيين، فإن لم يستطع، دفعهم لارتكاب الذنوب تحت غطاء الدين.

وقد يدفعهم أيضًا إلى بعض "ذنوب القلب" التي تُبطل الأعمال الصالحة، والتي يصعب أحيانًا على المتدينين أنفسهم إدراكها. وقد تم الحديث سابقًا في عدة مقالات عن بعض هذه الذنوب، وسنتناول هنا بعضًا آخر منها، إن شاء الله.


🟩 انتهاك حقوق المخلوق:

الله سبحانه وتعالى يحب خلقه ويريد أن يرحمهم، وهو في نفس الوقت العدل ربّ يوم الحساب. سيقيم العدل بين كل مخلوقاته. فإذا ظلم شخصٌ غيره أو ضيّع حقه، ولم يتب إليه ويطلب العفو منه في حياته، فالله سبحانه وتعالى سيأخذ الحق للمظلوم يوم القيامة كاملاً.

وفي ذلك اليوم، لا مجال للتعويض بالمال أو الممتلكات، بل سيُؤخذ من حسنات الظالم وتُعطى للمظلوم، وإذا لم تكفِ حسناته، حُمّلت عليه سيئات المظلوم. فالمسلم الذاكر إذا لم ينتبه لهذه الحقوق، فقد يُحرم من حسناته ويعاقب.

لقد علّمنا القرآن والسنة بتفصيلٍ حقوق الآخرين، ويجب على المسلم أن يتعلمها ويطبقها. فكثير من المتدينين لا يعون حقوق الزوجة، الأولاد، الجيران، الزملاء، العمال، الأقارب، الأيتام، الفقراء، وغيرهم. بل حتى حقوق غير المسلمين والحيوانات.

ونحن نأسف أن نجد أن كثيراً من المتدينين، رغم أنهم يصلون قيام الليل، ويذكرون الله، ويصومون، ويخدمون الدين، إلا أنهم ينتهكون حقوق أقرب الناس إليهم: زوجاتهم، أولادهم، جيرانهم، زملاءهم، عمالهم... ويبررون ذلك بأعذار باطلة.
لذا يجب على المسلم أن يكون شديد الحذر من هذه الذنوب.


🟨 النميمة:

من أنواع الغيبة "النميمة"، أي نقل الكلام بين الناس على وجه الإفساد. والغيبة هي أن تذكر أخاك بما يكره في غيابه، أما النميمة فهي أن تنقل كلامًا يفسد العلاقة بين اثنين. وهي أشد من الغيبة، وتعدّ من أكبر الكبائر. قال النبي ﷺ:

"لا يدخل الجنة قتّات"
[رواه البخاري ٥/٢٢٥٠، كتاب الأدب، باب ما يُكره من النميمة؛ ومسلم ١/٧٠، كتاب الإيمان، باب بيان غلظ تحريم النميمة، حديث رقم ١٠٥]

مثال: إذا قال "ك" شيئًا سيئًا عن "ج" أمام "خ"، ولم يعترض "خ"، فقد شارك في الغيبة. وإذا ذهب "خ" وأخبر "ج" بما قال "ك"، فقد وقع في الغيبة والنميمة معًا.
هذا الشخص الضعيف الإيمان، في سبيل كسب ودّ "ج"، جلب على نفسه غضب الله وعذابه.

أيها القارئ الكريم، يجوز الكذب لإصلاح العلاقات، لكن لا يجوز نقل الكلام الصادق إذا كان يفسدها. فاحذر ممن ينقل الكلام، فهو حتى إن كان صادقًا، فهو عدوك. يريد تخريب قلبك وسكينتك وعلاقتك بأخيك. نسأل الله أن يحمينا من النميمة والنمّامين، آمين.


🟦 علاج أمراض القلب:

ومن وسائل الوقاية من الحسد والكبر والغيبة والنميمة، أن ينشغل الإنسان دومًا بإصلاح نفسه، والتوبة من ذنوبه، والنظر في عيوبه، بدلًا من مدح نفسه.
يجب على المسلم أن يقول: "ما الفائدة من مدح حسناتي، بل يجب أن أبحث عن عيوبي لأصلحها".

وإذا تذكرتَ أحدًا فادفع عن قلبك الحسد والكبر والعداوة بالتفكير في محاسنه، واعترافك باستحقاقه للثناء، واحترامك له. ومع الوقت، ستتخلص من هذه الآفات بإذن الله.


কপিরাইট স্বত্ব © ২০২৫ আস-সুন্নাহ ট্রাস্ট - সর্ব স্বত্ব সংরক্ষিত| Design & Developed By Biz IT BD