ذنوب سالكي سبيل الله

الكثير من الناس الذين يسعون للسير في طريق الله ويحرصون على الدين يقعون أحيانًا في هذه الذنوب المدمرة للعبادات. فكثير من المسلمين الواعين لا يقعون أبدًا في الزنا أو الكذب أو شرب الخمر أو ترك الصلاة أو الصوم، وإذا فعلوا شيئًا من ذلك تابوا واستغفروا بصدق. لكنهم يقعون عن علم أو جهل في ذنوب مثل الشرك والكفر والبدعة والحسد والكبْر والطمع والرضا عن النفس والغيبة.

والسبب في ذلك أن الشيطان لا ييأس أبدًا من أي إنسان، فهو دائمًا يسعى لإضلال كل شخص بطريقته الخاصة. لديه منهج خاص لكل فئة من الناس، ويريد أن يجعل الجميع كفارًا بلا دين. وإذا لم يستطع ذلك، فإنه يوقعهم في الذنوب تحت "غطاء الدين" أو يغرقهم في "ذنوب القلب" التي تُهلك أعمال الصالحين، والتي قد يصعب على المتدينين إدراكها. لقد ناقشنا بعض هذه الذنوب في مقال "كل البدع في الأصل جائزة"، وسنناقش هنا المزيد إن شاء الله.

الشرك والكفر والنفاق

الشرك يعني المشاركة، وهو أن يجعل الإنسان مخلوقًا شريكًا لله في أفعاله أو صفاته أو أسمائه أو عبادته، أو يعتقد أن الملائكة أو الجن أو الأنبياء أو الأولياء أو أماكن أو أشياء مرتبطة بهم تمتلك قدرات إلهية أو خارقة. والكفر هو الإنكار، وهو رفض أي جزء من التوحيد أو الرسالة. والشرك والكفر مرتبطان ارتباطًا وثيقًا. أما النفاق فهو إظهار الإيمان باللسان مع إخفاء الشرك أو الكفر في القلب لأغراض دنيوية.

الشرك هو ذنب المتدينين، لأن الشيطان يستخدم خمسة أسلحة رئيسية لهدمهم: الشرك، والكفر، والبدعة، والحسد، وانتهاك حقوق العباد. وهو يقدم هذه الذنوب الأربعة الأولى تحت غطاء الدين، فيقع المؤمنون فيها باسم العبادة. فالكافر لا يشرك أبدًا، لكن المؤمن يشرك بسبب حبه المفرط لبعض المخلوقات ظنًا أنه يقربه إلى الله. قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾ [الزمر: 3].

الكفر المتمثل في الإلحاد لا يوجد عند المتدينين، لكن بعضهم ينكرون أمورًا متعلقة بالتوحيد أو الرسالة فيقعون في الكفر. لذلك، من الضروري جدًا أن نكون واعين بالشرك والكفر في طريق الولاية.

بعض المعلومات المختصرة عن الشرك والكفر:

١. خصائص الشرك والكفر:

• عقوبتهما أشد وأقسى.

• الله يغفر جميع الذنوب إلا الشرك إذا تاب العبد منه.

• الشرك يُحبط جميع الأعمال الصالحة.

• المُشرك أو الكافر مُحرّم عليه الجنة.

٢. بعض أنواع الشرك والكفر المنتشرة في المجتمع:

• إنكار أي جزء من التوحيد أو الرسالة.

• الاعتقاد بأن أحدًا غير الله يشاركه في تدبير الكون.

• الاعتقاد بأن الأنبياء أو الأولياء يعلمون الغيب أو حاضرون وناظرون في كل مكان.

• الاعتقاد بأن النبي محمد ﷺ أو عيسى عليه السلام جزء من ذات الله أو صفاته.

• التطير (التشاؤم) بالأشياء أو الأيام.

• عبادة غير الله، مثل السجود للأضرحة أو طلب الحاجات من الأموات.

• الاستهزاء بأحكام الشريعة أو سنة النبي ﷺ.

• الاعتقاد بوجود وسيط بين الله والعبد.

• تصديق العرافين والمنجمين.

• عدم الاهتمام بتعلم الدين.

(لمزيد من التفاصيل، انظر كتاب "العقيدة الإسلامية في ضوء القرآن والسنة" للدكتور عبد الله جهانجير).