الجلسة الثانية للقرآن هي قيام الليل
الصلاة الثانية في القرآن هي قيام الليل. يُطلق على صلاة النفل التي تؤدى بعد صلاة العشاء حتى طلوع الفجر اسم قيام الليل، صلاة الليل، أو صلاة الليل. التهجد وقيام الليل هما نفس الشيء. إذا استيقظت من النوم لأداء قيام الليل، فإنه يسمى التهجد. يجب قيام الليل طوال العام. فيما يتعلق بقيام رمضان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" (البخاري، الصحيح ١/٢٢، ٢/٧٠٧؛ مسلم، الصحيح ١/٥٢٣).
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤدي قيام الليل كل ليلة من منتصف الليل حتى آخر الليل لمدة ٤-٥ ساعات في رمضان وغيره. كان يطيل القراءة والركوع والسجود لدرجة أن ٢ أو ٤ ركعات كانت تستغرق ٤-٥ ساعات. عادة كان يصلي ٨ أو ١٠ ركعات من صلاة الليل مع ٣ ركعات وتر.
في رمضان، كان الصحابة يرغبون في أداء قيام الليل أو التهجد معه في جماعة، لكنه نصحهم بالصلاة في البيوت خشية أن تُفرض عليهم. في ذلك الوقت، كان معظم الصحابة حفاظًا للقرآن كاملًا أو جزئيًا، فكانوا يؤدون قيام رمضان في بيوتهم، خاصة في آخر الليل.
في عهد عمر رضي الله عنه، زاد عدد المسلمين من الجيل الثاني، ولم يكونوا حفاظًا للقرآن، فحاولوا القيام خلف الحفاظ. لذلك بدأت جماعات صغيرة بعد صلاة العشاء في المسجد النبوي. رأى عمر رضي الله ذلك فقال لأبي بن كعب رضي الله عنه: "الناس يصومون النهار لكنهم لا يحفظون القرآن جيدًا، فلا يستطيعون أداء قيام الليل بشكل صحيح. لذلك صلِّ بهم جماعة بعد العشاء (التراويح)." كما أمر سليمان بن أبي حثمة بإقامة جماعة منفصلة للنساء. في عهد عثمان وعلي رضي الله عنهما، استمرت صلاة التراويح في جماعة، وأقيمت جماعات منفصلة للنساء (البيهقي، السنن الكبرى ٢/٤٩٣).
ورد في الأحاديث الصحيحة أن عمر رضي الله عنه صلى التراويح ٨ و٢٠ ركعة. بالإضافة إلى ذلك، تُظهر الأحاديث أن الصحابة والتابعين كانوا يصلون التراويح جماعة من بعد العشاء حتى منتصف الليل أو آخره، وكانوا يقرأون جزءًا أو جزأين في كل ركعة.
من هذا يُفهم أن التراويح كانت تُصلى في البداية ٨ ركعات، مع قراءة جزء أو جزأين في كل ركعة، واستمرت الصلاة حوالي ٥-٦ ساعات بعد العشاء. الوقوف لمدة نصف ساعة أو أكثر في كل ركعة كان متعبًا، فزادوا العدد إلى ٢٠ ركعة لتقليل التعب.
إذن، السنة الأصلية لقيام الليل هي تلاوة القرآن في الصلاة. اليوم نعطي أهمية أكبر لحساب الركعات والإسراع في إنهاء الصلاة بدلاً من التلاوة والاستماع. بعض الناس يصلون ٨-١٠ ركعات فقط ويغادرون، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ" (الترمذي، السنن ٣/١٦٩؛ النسائي، السنن ٣/٢٠٢).
كان السابقون يصلون ٤ ركعات في ساعة ثم يستريحون قليلاً، بينما نحن ننهي ٤ ركعات في ٨-١٠ دقائق ثم نستريح. في هذا الوقت، يمكن الاستراحة بصمت، أو تلاوة القرآن، أو الذكر، أو الصلاة على النبي، أو أي عبادة أخرى. الأدعية والمناجاة الشائعة في مجتمعنا في هذه الأوقات لا توجد في الأحاديث أو كتب الفقه السابقة.
بعض العلماء المتأخرين وضعوا هذه الأدعية، ولا حرج في معناها، لكن البعض يعتقد أنها جزء من التراويح أو أن الصلاة لن تكتمل بدونها. بل إن بعض الناس لا يصلون التراويح لأنهم لا يعرفون هذه الأدعية! هذه كلها معتقدات بلا أساس. من الأفضل في هذا الوقت التسبيح، التهليل، الأدعية النبوية، أو الصلاة على النبي.
كان الصحابة والتابعون يختمون القرآن في الجماعة كل ٣ أو ١٠ أيام في التراويح، بينما نحن نجد صعوبة في ختمه مرة واحدة في رمضان! كانوا يصلون التراويح لـ ٥-٦ ساعات، بينما نحن لا نريد الوقوف حتى ساعة واحدة! إذا قرأ الحافظ بترتيل صحيح، نغضب! هل هناك إساءة للقرآن أكثر من هذا؟
اجعل نيتك مع الإمام واستمع للقرآن بحب حتى النهاية. الوقت يمر يا أخي، قد لا تحصل على فرصة أخرى لسماع القرآن بهذه الطريقة. اللهم تقبل صيامنا وقيامنا، آمين.