আস-সুন্নাহ ট্রাস্ট এ আপনাকে স্বাগতম

সাম্প্রতিক আপডেট

19/03/2025, 06:14:46 AM عربي

حقوق المرأة في الإسلام

News Image

حقوق المرأة في الإسلام

نظرة على تاريخ العالم

عندما ننظر إلى تاريخ العالم، نرى أنه قبل بعثة الرسول ﷺ لم يكن هناك مفهوم واضح لحقوق المرأة. ففي الديانات اليهودية والمسيحية، التي تدعي التحضر، نجد أن الكتاب المقدس (البايبِل) لم يمنح المرأة أي حق في ملكية والدها أو زوجها أو أبنائها، إلا إذا لم يكن للأب أبناء ذكور، فحينئذٍ تحصل البنات على الميراث، بشرط ألا يتزوجن خارج العائلة حتى لا تنتقل الثروة إلى عائلة أخرى!

ليس ذلك فحسب، بل لم يكن للمرأة الحق في كسب المال بمفردها. حتى قبل مائة عام، كان القانون في العالم اليهودي والمسيحي ينص على أن ممتلكات الزوجة تنتقل إلى ملكية الزوج بمجرد الزواج، ويحق له التصرف فيها أو بيعها كما يشاء. ولم يتم سن قوانين تمنح المرأة المتزوجة حق امتلاك المال بشكل مستقل إلا في القرن التاسع عشر.

في عام ١٨٤٨م، صدر في ولاية نيويورك قانون "Married Women’s Property Act"، وهو أول قانون يعترف بأن للمرأة المتزوجة هوية قانونية مستقلة.

وبالمثل، في مجالات العمل، الوظيفة، الملكية، الميراث، الزواج، القيادة السياسية، وغيرها من المجالات، لم يكن للمرأة أي حقوق تقريبًا. بل في بعض الديانات، لم يكن للمرأة الحق في الحياة بعد وفاة زوجها، بل كان مصيرها أن تُحرق حية مع جثة زوجها!

في الواقع، بدأت المطالبات والحركات المناصرة لحقوق المرأة في القرن التاسع عشر، وسُنَّت قوانين مختلفة في دول العالم. وبما أنه لم يكن هناك أي حقوق للمرأة من قبل، فقد طالبت الحركات النسائية بالعديد من الحقوق، وحاولت البشرية منح المرأة حقوقًا مساوية للرجل بناءً على العقل والمصلحة. لكن بسبب محدودية العقل البشري والأنانية، وُلدت العديد من المشاكل التي سنناقشها لاحقًا إن شاء الله.

المرأة والرجل خلق الله

خلق الله المرأة والرجل ببعض "الاختلافات" أو "التفاوت"، وهذه الاختلافات هي أساس بقاء الحضارة الإنسانية. فمن خلال الرجل والمرأة يأتي الجيل القادم إلى العالم. ومن واجب الرجل والمرأة الحاليين رعاية الأطفال بحب وعاطفة لضمان مستقبل البشرية.

ولأداء هذا الواجب بشكل كامل، خلق الله اختلافات طبيعية بين الرجل والمرأة. وإذا أُزيلت هذه الاختلافات، فسوف تنهار الحضارة الإنسانية. المبدأ الأساسي في الإسلام هو ألا تُحرم المرأة من حقوقها العادلة بسبب هذه الاختلافات الطبيعية، وألا يُختل التوازن الطبيعي باسم المساواة.

ولهذا، في منح الحقوق، راعى الإسلام المسؤوليات الأساسية والاختلافات الطبيعية بين الرجل والمرأة. فلم تُحرم المرأة من حقوقها، ولم تُهمل، ولكن في نفس الوقت، لم تُحمَّل مسؤوليات مساوية للرجل باسم المساواة، مما يخل بالتوازن الطبيعي.

يقول الله تعالى:
وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا
(سورة النساء: ٣٢)

لماذا لست رجلاً؟ أو لماذا لست امرأة؟

إن التفكير بـ "لماذا لست رجلاً؟" أو "المرأة وُلدت في خطيئة!" أو "لماذا لست امرأة؟ فالنساء لديهن امتيازات كثيرة!" هو تفكير غير إنساني وغير منطقي. فهو لا يؤدي إلا إلى زيادة اليأس والانقسام والمعاناة في حياة الفرد والمجتمع. واجب كل إنسان، رجلاً كان أو امرأة، هو أداء مسؤولياته ضمن حدوده الطبيعية، والمطالبة بحقوقه، والدعاء إلى الله ليمنحه التوفيق والبركة.

الرجل والمرأة لم يُخلقا ليعيشا لأنفسهما فقط، بل خُلقا ليعمّرا الأرض في إطار الأسرة. لذلك، المرأة هي بنت، زوجة، وأم، والرجل هو ابن، زوج، وأب. سنناقش حقوق المرأة كبنت وزوجة وأم في خطب أخرى إن شاء الله. في هذه الخطبة، سنناقش حقوق المرأة بشكل عام.

أولاً: الحقوق الدينية

ممارسة الدين حق فطري للإنسان. لكل إنسان الحق في العبادة، ذكر الله، الدعاء، وغيرها من الأمور التي تهدئ قلبه المضطرب وتحقق له السكينة الروحية ورضا الآخرة. في العديد من الديانات، حُرِم الكثيرون من هذا الحق بسبب العرق، النسب، الجنس، أو اللون.

أبرز مثال على ذلك هو الديانتان اليهودية والمسيحية. وفقًا للكتاب المقدس المحرَّف، حواء هي من أكلت الثمرة المحرمة أولاً وأغرت آدم بأكلها، ولذلك تُلام المرأة على سقوط البشرية. هذه القصة أصبحت الأساس الذي بُنيت عليه التفرقة بين الرجل والمرأة في المجال الديني وغيره.

في العهد الجديد من الكتاب المقدس، تنص تعاليم المسيحية على:
"لا أسمح للمرأة أن تُعلّم أو تتسلط على الرجل، بل عليها أن تبقى صامتة. لأن آدم خُلق أولاً ثم حواء. وآدم لم يُخدع، لكن المرأة خُدعت فسقطت في الخطيئة." (العهد الجديد، تيموثاوس ٢: ١٢-١٤)

وهكذا، بُني التمييز ضد المرأة في الحقوق الدينية والاجتماعية على قصة غير ذات صلة، وصُوِّرت المرأة كخاطئة ومذنبة بالفطرة. أما القرآن الكريم، فلم يؤيد هذه القصة أبدًا، ولم يلوم حواء وحدها، بل لام آدم وحواء معًا. والأهم من ذلك، أن هذه القصة لم تُستخدم كمبرر للتمييز بين الرجل والمرأة، بل أُعطيت المرأة حقوقًا مساوية للرجل في جميع المجالات الدينية، مع مراعاة الفروق الطبيعية.

ففي الصلاة، الصيام، الحج، الزكاة، وغيرها من العبادات، تتمتع المرأة بنفس الحقوق، لكن مع تخفيف بعض الواجبات لتناسب طبيعتها. فمثلاً، صلاة الجماعة واجبة على الرجال، لكنها ليست واجبة على النساء، بل هي مجرد خيار. قال رسول الله ﷺ:
"إذا استأذنت امرأة أحدكم إلى المسجد فلا يمنعها"، وفي رواية: "لا تمنعوا النساء حظوظهن من المساجد إذا استأذنكم، ولا تمنعوا إماء الله أن يصلين في المسجد، وبيوتهن خير لهن." (رواه البخاري ومسلم)

لقد راعى الإسلام ظروف الأمومة، الرضاعة، الحجاب، وغيرها من المسؤوليات عند تحديد هذه الأحكام. وفي جميع أنواع العبادات، أُعطيت المرأة حقوقًا متساوية، لكن مع تخفيف بعض الواجبات.

ثانيًا: الحقوق الأسرية والاجتماعية

قبل بعثة الرسول ﷺ، وبعده بقرون، لم يكن للمرأة حتى حق الحياة في العديد من الدول. في الهند، الصين، وغيرها من البلدان، كانت تُقتل البنات قبل أو بعد الولادة. وعندما يموت الزوج، كانت الزوجة تُحرق حية مع جثته.

في التعليم، العمل، الوظيفة، الزواج، وغيرها من المجالات، حُرِمت المرأة من حقوقها، أو لم يُؤخذ رأيها بعين الاعتبار. في الكتاب المقدس، حُدِّد حق المرأة في التعليم، حيث قيل إنه يجب عليها أن تتعلم فقط من زوجها:
"لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ، لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُونًا لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ، بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ. وَإِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئًا، فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ." (العهد الجديد، كورنثوس الأولى ١٤: ٣٤-٣٥)

أما في الإسلام، فقد وُضِعت تعليمات واضحة لضمان المساواة في المعاملة بين الأبناء والبنات في المأكل، المشرب، التعليم، الهدايا، وغيرها. وفي الزواج وتكوين الأسرة، أُعطيت المرأة والرجل نفس الحق في الاختيار وإبداء الرأي. وفي الحياة الأسرية، حُفظت حقوق المرأة مع مراعاة الفروق الطبيعية والمسؤوليات. سنناقش هذه المواضيع في خطب أخرى إن شاء الله.

ثالثًا: الحقوق الاقتصادية

كما رأينا، قبل بعثة الرسول ﷺ، وبعده بقرون، حُرِمت النساء من几乎所有 الحقوق الاقتصادية. ففي الميراث، لم يكن للمرأة حق في ممتلكات والدها أو زوجها. وإذا كسبت المرأة مالاً، فإنه يصبح ملكًا لزوجها بمجرد الزواج.

في منتصف القرن التاسع عشر، أي منذ حوالي ١٥٠ عامًا، بدأت دول مثل الولايات المتحدة وأوروبا سن قوانين تمنح المرأة حق التملك بشكل مستقل، وحق إبرام العقود، والتجارة دون إذن الزوج.

أما في الإسلام، فقد سُوّيت المرأة مع الرجل في الحقوق الاقتصادية منذ البداية. ففي جميع الأحوال، سواء كانت متزوجة أم غير متزوجة، يحق للمرأة البالغة أن تعمل، تتاجر، تبرم العقود، تكسب المال، تبيع وتشتري، تمامًا مثل الرجل. وليس للأب أو الزوج أو أي شخص آخر حق التدخل في شؤونها المالية.

أحد جوانب الحقوق الاقتصادية هو الميراث، وهو مرتبط بالأسرة. في الإسلام، وُضِعت للمرأة حقوق في الميراث بجانب الرجل. بينما في الديانات الأخرى، لم يكن للمرأة أي حق في الميراث حتى القرن التاسع عشر. في العالم المسيحي، حيث لم يكن هناك أي حقوق للمرأة، بدأت المطالبات بالمساواة في الميراث بين الرجل والمرأة، وسُنَّت قوانين في العديد من الدول.

أما في الإسلام، فقد وُزِّع الميراث بحيث تحصل المرأة عادةً على نصف ما يحصل عليه الرجل. بسبب الجهل أو العداء للإسلام، يدعي البعض أن هذا تمييز ضد المرأة. لكن في الواقع، إن منح المرأة حقوقًا مساوية للرجل مع إعفائها من المسؤوليات هو في صالحها.

فالرجل والمرأة لم يُخلقا ليعيشا لأنفسهما فقط، بل ليعمّرا الأرض. ولأداء هذا الواجب، خلق الله اختلافات طبيعية بينهما. فمثلاً، يحتاج الأطفال إلى رعاية الوالدين لنموهم النفسي والعاطفي. وإذا حُرموا من هذه الرعاية، فسوف يصابون بالعدوانية وعدم التوازن النفسي.

لذلك، خصّ الإسلام المرأة بإعفائها من الأعباء المالية، وجعل الزوج مسؤولاً عن الإنفاق عليها. فإذا أرادت المرأة العمل دون حاجة مالية، فإن ذلك يعني إهمال واجباتها تجاه أطفالها وأسرتها.

رابعًا: الحقوق السياسية

كما في الحقوق الأخرى، لم يُميّز الإسلام ضد المرأة في الحقوق السياسية. هناك جانبان رئيسيان للحقوق السياسية:
١- المشاركة في الرأي والمشورة في إدارة الدولة.
٢- تولي المناصب السياسية.

في القرآن، أُمر المؤمنون بالتشاور في جميع الأمور الدنيوية. وكان الرسول ﷺ والخلفاء الراشدون يستشيرون النساء في القضايا الاجتماعية والسياسية، بما في ذلك اختيار الخليفة. لم يكن هناك نظام انتخابي عام كما هو اليوم، لكن النساء كن يُستشارن في الشؤون العامة.

ومع ذلك، حذّر الرسول ﷺ من منح المرأة السلطة المطلقة في الحكم، فقال:
"لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمُ امْرَأَةً." (رواه البخاري)
بناءً على هذا الحديث، رأى بعض الفقهاء أن المرأة لا يمكنها أن تتولى منصب القضاء أو رئاسة الدولة. لكن آخرين رأوا أن المنع يقتصر على الحكم الاستبدادي، أما في النظام الديمقراطي القائم على الشورى، فلا مانع من أن تكون المرأة رئيسة دولة. كما يمكنها أن تتولى مناصب الوزارة والقضاء وغيرها.

واستدلوا بقصة بلقيس ملكة سبأ في القرآن، حيث امتدح الله حكمتها وقدرتها على المشورة مع مستشاريها. وبناءً على ذلك، قال العلامة أشرف علي التهانوي وغيره من العلماء: إذا كان هناك نظام استشاري أو برلماني، فلا حرج في أن تتولى المرأة منصب الرئاسة في الإسلام.

الخاتمة

لا يمكن القضاء على التمييز ضد المرأة بمجرد سن القوانين أو تعيين بعض النساء في المناصب. الطريقة الفعالة هي نشر الوعي بحقوق المرأة في الإسلام، وبيان الأجر العظيم لمن يحفظ هذه الحقوق، والعقاب الشديد لمن يضيعها. يجب أن نعمل على تحقيق التوازن بين الحقوق والواجبات، بدلاً من إثارة الفرقة بشعارات النسوية أو الذكورية.

وعلينا أن نضمن ألا تتعرض المرأة للتمييز بسبب جنسها أو ضعفها، وفي نفس الوقت، ألا تُجبر على القيام بأعمال تتناقض مع فطرتها باسم "حقوق المرأة". اللهم وفّقنا لذلك، آمين!


কপিরাইট স্বত্ব © ২০২৫ আস-সুন্নাহ ট্রাস্ট - সর্ব স্বত্ব সংরক্ষিত| Design & Developed By Biz IT BD