إِسْتِخَارَةُ الصَّلَاةِ
مَعْنَى الْإِسْتِخَارَةِ: طَلَبُ الْخِيَرَةِ مِنَ اللهِ فِي الْأَمْرِ. فَإِذَا كَانَ عِنْدَ الْمُسْلِمِ أَمْرٌ يَحْتَاجُ إِلَى اخْتِيَارٍ أَوْ قَرَارٍ، فَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَتَّخِذَ قَرَارًا دُونَ مُشَاوَرَةِ اللهِ وَطَلَبِ الْهِدَايَةِ مِنْهُ. وَيَجِبُ عَلَى الْمُؤْمِنِ أَنْ يَسْتَخِيرَ اللهَ فِي كُلِّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ، مُهِمٍّ كَانَ أَمْ غَيْرَ مُهِمٍّ، قَبْلَ أَنْ يَقْصِدَ فِعْلَهُ.
دُعَاءُ الْإِسْتِخَارَةِ:
اللَّهُمَّ إِنِّيْ أَسْتَخِيْرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيْمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوْبِ. اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ [يَذْكُرُ حَاجَتَهُ] خَيْرٌ لِيْ فِيْ دِيْنِيْ وَمَعَاشِيْ وَعَاقِبَةِ أَمْرِيْ، فَاقْدِرْهُ لِيْ وَيَسِّرْهُ لِيْ، ثُمَّ بَارِكْ لِيْ فِيْهِ. وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ شَرٌّ لِيْ فِيْ دِيْنِيْ وَمَعَاشِيْ وَعَاقِبَةِ أَمْرِيْ، فَاصْرِفْهُ عَنِّيْ وَاصْرِفْنِيْ عَنْهُ، وَاقْدِرْ لِيَ الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أَرْضِنِيْ بِهِ.
رِوَايَةٌ عَنِ الصَّحَابِيِّ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:
كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا الْإِسْتِخَارَةَ فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا، كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ. فَقَالَ: «إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ، ثُمَّ لْيَقُلْ هَذَا الدُّعَاءَ». [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ، كِتَابُ التَّطَوُّعِ، بَابُ التَّطَوُّعِ مَثْنَى مَثْنَى]