شهر ربيع الأول
لقد ناقشت بالتفصيل في كتاب "إحياء السنن" الأدلة التاريخية والحديثية حول يوم ولادة النبي ﷺ، وسأوجز هنا بعض النقاط الرئيسية.
من الأحاديث الصحيحة نعلم أن النبي ﷺ وُلد يوم الاثنين (رواه مسلم وأحمد). لكن لم يرد في الأحاديث النبوية تحديدٌ لشهر ولادته أو تاريخه بالضبط، ولم يكن هناك إجماع بين الصحابة حول ذلك.
اختلف العلماء والمؤرخون في تاريخ مولده ﷺ، وذكر ابن هشام وابن سعد وابن كثير والقستلاني وغيرهم عدة آراء، منها:
عدم معرفة التاريخ الدقيق: بعض العلماء رأوا أن تحديد يوم مولده غير ممكن، ولم يرد فيه حديث صحيح إلا كونه يوم الاثنين.
مولده في محرم.
مولده في صفر.
الثاني من ربيع الأول (رأي أبو معشر السندي).
الثامن من ربيع الأول (وهو الرأي المشهور عند أكثر المحدثين، ونقله القستلاني والزركاني عن الصحابيين ابن عباس وجبير بن مطعم).
العاشر من ربيع الأول (رواه الباقر والشعبي والواقدي).
الثاني عشر من ربيع الأول (وهو المشهور عند ابن إسحاق، لكنه لم يذكر سندًا له).
السابع عشر من ربيع الأول.
الثاني والعشرون من ربيع الأول.
ربيع الثاني.
رجب.
رمضان (استدل بعضهم بأن النبي ﷺ بُعث في رمضان وعمره 40 سنة، فيكون مولده في رمضان).
ورد في الأحاديث الصحيحة أن النبي ﷺ توفي يوم الاثنين (رواه البخاري ومسلم). لكن لم يُحدد الشهر أو اليوم في الأحاديث.
اختلف المؤرخون في تاريخ وفاته، وأبرز الأقوال:
الأول من ربيع الأول.
الثاني من ربيع الأول (وهو الرأي الراجح عند ابن حجر لموافقته الحساب الزمني).
الثاني عشر من ربيع الأول (المشهور عند العامة، لكنه لا يتوافق مع الحساب الفلكي).
الثالث عشر من ربيع الأول.
لم يرد في الأحاديث أي فضل خاص لشهر ربيع الأول، ولا أي أعمال محددة فيه. ومع ذلك، انتشرت بدع مثل:
صلاة خاصة ليلة 12 ربيع الأول (20 ركعة مع قراءة الإخلاص 11 مرة في كل ركعة).
بدأ الاحتفال بـ"المولد النبوي" في القرن الرابع الهجري على يد الفاطميين (الشيعة)، ثم انتشر في العراق في القرن السادس. أما في الهند، فانتشرت مراسم "فاتحة الوداع" في ذكرى وفاته.