المرض الأخير لرسول الله (صلى الله عليه وسلم)
لم يرد في الأحاديث النبوية أي ذكر أو إشارة إلى التاريخ الذي بدأ فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعاني من المرض أو التاريخ الذي توفي فيه. فقد وردت تفاصيل مرضه، وحالته أثناء المرض، وأعماله، ونصائحه، ووفاته، وغير ذلك في عدد لا يحصى من الأحاديث، لكن لم يُذكر في أي منها تاريخ محدد أو يوم معين.
ومن خلال المناقشة التالية، نجد اختلافاً أيضاً في تاريخ وفاته، فقيل في الأول من ربيع الأول، وقيل في الثاني منه، وقيل في الثاني عشر منه.
وهذا يدل على أنه صلى الله عليه وسلم اغتسل أثناء مرضه لتخفيف الحمى، حتى يستطيع أن يوصي الناس. ولم يذكر في أي حديث تاريخ محدد أو يوم معين لهذا الاغتسال. لكن ابن حجر العسقلاني، بعد دراسة النصوص، ذكر أن هذا الاغتسال كان يوم الخميس قبل الوفاة بخمسة أيام. [فتح الباري 8/142.] فلو كانت الوفاة في 12 ربيع الأول، فإن الاغتسال كان في 8 ربيع الأول.
من هذا يتضح أن القصة التي تذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم شفي يوم الأربعاء الأخير من صفر، واغتسل، ففرح الصحابة وتصدقوا، لا أساس لها من الصحة. والله أعلم.
وبما أن القصة نفسها غير ثابتة، فلا يصح الاحتفال بها. ومع ذلك، يجب أن نفهم أن الفرح أو الحزن في حدث معين شيء، والاحتفال السنوي بهذا الحدث شيء آخر مختلف تماماً.
لقد مرت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أيام فرح كثيرة، لكنه وصحابته لم يحتفلوا بها سنوياً. لذلك، لا يجوز تحديد عبادات خاصة أو اعتبار أيام معينة ذات فضل دون دليل من السنة أو فعل الصحابة.