بعض الأحاديث الكاذبة عن شهر شوال

الصوم وغيره من الفضائل المزعومة

من بين هذه الأقوال المكذوبة: "ورد في الحديث الشريف أن رسول الله ﷺ قال: من امتنع عن المعاصي في شهر شوال، أعطاه الله تعالى قصراً منيفاً في الجنة.

وفي حديث آخر: قال رسول الله ﷺ: من صلى أربع ركعات في أول ليلة أو يوم من شوال بنية ركعتين، وقرأ في كل ركعة بعد الفاتحة سورة الإخلاص 21 مرة، فإن الله الرحيم يغلق عنه سبعة أبواب من النار ويفتح له ثمانية أبواب الجنة، ويرى مقعده في الجنة قبل موته..."

وفي حديث آخر مزعوم: "قال رسول الله ﷺ: من مات في شهر شوال نال درجة الشهداء..." [مفتي صمداني، "فضل الأشهر"، ص 39؛ الأستاذة دلّال، "قواعد الخير"، ص 319-320].

كل هذه أحاديث موضوعة لا أصل لها.

لقد علمنا من الأحاديث الصحيحة فضل صيام ستة أيام من شوال، ولكن بعض الناس بالغوا في ذلك ووضعوا أحاديث مكذوبة، مثل: "قال رسول الله ﷺ: من صام ستة أيام من شوال، نجّاه الله من قيود العذاب..." وفي حديث آخر: "من صام ستة أيام من شوال، كُتب له أجر ألف يوم صيام..." [مفتي صمداني، "فضل الأشهر"، ص 42-43؛ الأستاذة دلّال، "قواعد الخير"، ص 320].

هذه الأكاذيب الكثيرة نُسبت زوراً إلى رسول الله ﷺ دون تحرٍّ أو تمحيص. اللهم احفظنا من الزيغ والضلال.

2. صلاة خاصة ليلة أو يوم عيد الفطر

ليلة عيد الفطر وردت في بعض الأحاديث الضعيفة التي تحث على قيام الليل، لكن لم يرد تحديد لصلاة معينة أو سور معينة. أما يوم العيد فلا توجد صلاة نافلة خاصة غير صلاة العيد.

ومع ذلك، اختلق الوضاعون أحاديث في هذا الشأن، مثل: "والذي بعثني بالنبوة، إن جبريل أخبرني أن من صلى مئة ركعة ليلة العيد، يقرأ في كل ركعة الفاتحة مرة والإخلاص إحدى عشرة مرة، ثم يقول في الركوع والسجود... كذا وكذا، غُفرت ذنوبه، وقُبل صيامه..." [ابن الجوزي، "الموضوعات" 2/52؛ الذهبي، "ترتيب الموضوعات"، ص 163؛ السيوطي، "اللآلئ" 2/60-61].

3. صلاة أربع ركعات بعد عيد الفطر

لا توجد صلاة خاصة بعد صلاة العيد، لكن الوضاعون اخترعوا أحاديث في فضل أربع ركعات بعدها، مثل: "من صلى أربع ركعات بعد صلاة العيد، وقرأ كذا وكذا، فكأنما قرأ جميع الكتب المنزلة، وأطعم يتامى... وغُفر له ذنوب خمسين سنة..." [ابن الجوزي، "الموضوعات" 2/53-54؛ الذهبي، "ترتيب الموضوعات"، ص 164].

الكتاب: الوضع في الحديث والأحاديث الموضوعة المشتهرة
المؤلف: الدكتور خندكار عبد الله جاهنغير رحمه الله