(أ) شهر شوال في ضوء الأحاديث الصحيحة
شهر شوال هو أول أشهر الحج، حيث تبدأ فيه مناسك الحج. بالإضافة إلى ذلك، ثَبَت فضل خاص لهذا الشهر من خلال الحديث الصحيح. قال رسول الله ﷺ:
«مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ»
"مَن صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، فَكَأَنَّمَا صَامَ الدَّهْرَ كُلَّهُ". [رواه مسلم في الصحيح، ٢/٨٢٢].
وقد وردت بعض الأحاديث الضعيفة التي تحث على صيام شهر شوال كاملًا، منها حديث ضعيف يقول: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَشَوَّالًا وَالأَرْبِعَاءَ وَالْخَمِيسَ دَخَلَ الْجَنَّةَ». [رواه أحمد في المسند ٣/٤١٦، والهيثمي في مجمع الزوائد ٣/١٩٠، وابن رجب في لطائف المعارف ٢/٣٦٠-٣٦١].
ولم يثبت فضل آخر لشهر شوال غير هذا. وعلى المؤمن أن يواصل في هذا الشهر عباداته المعتادة مثل: قيام الليل، وصلاة الضحى، والأذكار، والوظائف اليومية، مع المحافظة على الصيام النافلة الأسبوعية والشهرية. ثم يضيف إليها هذه الأيام الستة. أما ما يُنشر عن صلوات خاصة، أو صيام، أو أذكار، أو أدعية، أو صدقات، أو أي أعمال أخرى تُفعل في هذا الشهر بزعم فضل خاص، فكلها أقوال باطلة ومختلقة. بعضها مُلفق حول فضائل شوال العامة وصيام الستة، وبعضها الآخر يدعي وجود صلوات أو أعمال خاصة في أول يوم من شوال أو يوم عيد الفطر.