(١) قد ورد في أحاديث مختلفة فضل رفع اليدين عند الدعاء. بناءً على ذلك، فإن رفع اليدين أثناء دعاء القنوت هو أمر مستحب.
(٢) وقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه أحيانًا أثناء الدعاء في الصلاة. وفي صلاة الكسوف (صلاة خسوف الشمس)، ورد أنه رفع يديه أثناء الدعاء في الصلاة. بالإضافة إلى ذلك، ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه وبعد وفاته، عمر رضي الله عنه وعلي رضي الله عنه وغيرهم من الصحابة كانوا يرفعون أيديهم أثناء دعاء القنوت النازلة
(٣) على الرغم من أنه لم يُنقل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يديه أثناء قنوت الوتر، إلا أنه ورد أن عبد الله بن مسعود وأبو هريرة وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم رفعوا أيديهم أثناء دعاء القنوت في الوتر.
ومن ناحية أخرى، أوصى الإمام أبو حنيفة رحمه الله بقراءة قنوت الوتر دون رفع اليدين، أي بوضع اليدين على الهيئة العادية المكتوفة. وبما أنه لم يُروَ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يديه أثناء قنوت الوتر، لم يعتمد الإمام أبو حنيفة رحمه الله على الأحاديث التي تتحدث عن فضيلة رفع اليدين في الدعاء أو قياس قنوت الوتر على قنوت النازلة. كان الإمام أبو حنيفة يحب أن يتبع السنة بصورة دقيقة.
الكتاب: الصلاة والدعاء والذكر
المؤلف: الدكتور خوندكار عبد الله جاهنجير رحمه الله