আস-সুন্নাহ ট্রাস্ট এ আপনাকে স্বাগতম

সাম্প্রতিক আপডেট

18/08/2025, 06:38:30 AM عربي

طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واتباعه

News Image

الخطبة الأولى من شهر صفر: طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واتباعه

نَحْمَدُهُ وَنُصَلِّي عَلَى رَسُولِهِ الْكَرِيمِ. أَمَّا بَعْدُ،

فَالْيَوْمَ أَوَّلُ جُمُعَةٍ مِنْ شَهْرِ صَفَرٍ. فِي خُطْبَتِنَا الْيَوْمَ سَنَتَحَدَّثُ عَنِ الْجُزْءِ الثَّالِثِ مِنْ إِيمَانِ الرِّسَالَةِ، وَهُوَ طَاعَةُ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاتِّبَاعُهُ. وَلَكِنْ قَبْلَ ذَلِكَ، سَنُشِيرُ إِلَى بَعْضِ الْأَيَّامِ الْوَطَنِيَّةِ وَالدَّوْلِيَّةِ فِي هَذِهِ الْأُسْبُوعِ.

الْيَوْمَ هُوَ ..... مِنْ شَهْرِ ..... بِالتَّقْوِيمِ الْمِيلَادِيِّ. وَمِنْ بَيْنِ الْأَيَّامِ الْهَامَّةِ فِي هَذِهِ الْأُسْبُوعِ: .....

إِنَّ الْإِيمَانَ بِأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَضَمَّنُ بِدُونِ انْفِصَامٍ الْإِيمَانَ بِطَاعَتِهِ وَاتِّبَاعِهِ. وَهُوَ الاعْتِقَادُ بِأَنَّهُ لَا وُصُولَ إِلَى رِضْوَانِ اللهِ وَالنَّجَاةِ إِلَّا بِطَاعَتِهِ وَاتِّبَاعِهِ. وَلَا يُمْكِنُ بِأَيِّ حَالٍ كَسْبُ رِضَا اللهِ أَوِ النَّجَاةِ أَوِ الثَّوَابِ بِخَارِجِ طَاعَتِهِ وَاتِّبَاعِهِ. فَوَاجِبُ الْمُؤْمِنِ أَنْ يُطِيعَهُ فِي جَمِيعِ أَحْوَالِ الْحَيَاةِ. وَأَنْ يَقْبَلَ تَعَالِيمَهُ وَأَحْكَامَهُ وَتَوْجِيهَاتِهِ فِي كُلِّ مَجَالٍ مِنْ مَجَالَاتِ الْحَيَاةِ بِقَلْبٍ خَالٍ مِنَ الشُّكُوكِ. وَأَنْ يُقَدِّمَ كَلَامَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوْقَ كَلَامِ جَمِيعِ النَّاسِ وَكُلِّ الْآرَاءِ. وَقَدْ تَكَرَّرَ التَّأْكِيدُ عَلَى هَذَا فِي الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ. قَالَ اللهُ تَعَالَى:

وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ [سورة الأنفال (8): الآية 1]

وقد ذكر الله تعالى في القرآن مرارًا وتكرارًا طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم كجزء لا يتجزأ من الإيمان، وجعلها شرطًا لفلاح المؤمن في الدنيا ونجاته في الآخرة. وطاعة الله لا تتحقق إلا من خلال طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، لأنه لا يمكن معرفة أوامر الله ونواهيه إلا عن طريق الوحي الذي تلقاه الرسول صلى الله عليه وسلم. ولهذا يقول الله تعالى:
﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا﴾[سورة النساء (4): الآية 80]

 وإن كانت طاعة "أُولِي الْأَمْرِ" من القادة الدينيين أو السياسيين أو الاجتماعيين واجبة، فإنه عند الاختلاف يجب الرجوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أو تعاليمه، أو التحاكم إلى القرآن والسنة. يقول الله تعالى:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾[سورة النساء (4): الآية 59]

بجانب الطاعة (الإتيان بالأوامر واجتناب النواهي)، فإن من واجبات المؤمن الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وهو ما يُعرف في العربية بـ "الاتباع". فالطاعة تعني الامتثال للأوامر والابتعاد عن النهي، أما الاتباع فهو تقليده صلى الله عليه وسلم في كل أفعاله وتركه، حتى في الأمور غير الملزمة. وجزء لا يتجزأ من الإيمان بـ "محمد رسول الله" هو الاقتداء به حرفيًا في كل شؤون الحياة، فعل ما فعله وترك ما تركه. فسنته صلى الله عليه وسلم في الفعل والترك هي القدوة المثلى للمسلم. يقول الله تعالى:
﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾[سورة الأحزاب (33): الآية 21]


ومن هذا نفهم أن الذين لا يرجون الله ولا اليوم الآخر هم فقط من لا يقبلون سنته أو لا يرونها كاملة، لذا يحتاجون إلى قدوة أخرى. أما المؤمنون، فسنته صلى الله عليه وسلم هي القدوة الكاملة، والتزامها هو علامة الإيمان الصادق.
وإن اتباع سنته هو الطريق الوحيد لنيل محبة الله ومغفرته والنجاة. يقول الله تعالى:
﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ﴾[سورة آل عمران (3): الآيتان 31-32]

ومن أهم جوانب اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم هو اجتناب مخالفة فعله أو تركه. فالمؤمن يعتقد أنه لا يمكن اكتساب ثواب أو بركة بترك ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم أو فعل ما تركه. يقول الله تعالى:
﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾[سورة النور (24): الآية 63]

والمخالفة تعني المعارضة أو الخروج عن المنهج. والخلاف يعني المغايرة أو التناقض أو عدم الانسجام. ومن هذا نفهم أن مخالفة فعل الرسول صلى الله عليه وسلم أو تعليمه أو سنته، أو السير على غير طريقه، هو سبب للهلاك والدمار.

وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم في العديد من الأحاديث عن مخالفة سنته تحذيراً شديداً. وأخبر أن من يعمل عملاً ليس عليه أمره فلا ثواب فيه، بل سيرد عليه. فقال صلى الله عليه وسلم:
مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ [صحيح مسلم (٣/١٣٤٣)، صحيح البخاري (٢/٧٥٣، ٩٥٩، ٦/٢٦٢٨، ٢٦٧٥)]

في أحاديث كثيرة، وصف النبي ﷺ هذه الأعمال المبتدعة باسم "البدع". فقال ﷺ:
عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ[صحيح مسلم (٣/١٣٤٣)، صحيح البخاري (٢/٧٥٣، ٩٥٩، ٦/٢٦٢٨، ٢٦٧٥), سنن الترمذي (٥/٤٤)، سنن أبي داود (٤/٢٠٠)، سنن ابن ماجه (١/١٥),قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح]

وفي كثير من الأحيان، يرغب المؤمنون المتحمسون في زيادة الأعمال الصالحة طمعًا في رضا الله وبركته وثوابه. فيحاولون فعل أعمال زائدة لم يفعلها الرسول ﷺ، ظنًا منهم أنهم سيحصلون على أجر أكبر. وقد حذر النبي ﷺ الأمة من هذا المنهج.

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:

جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ ﷺ يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ ﷺ، فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا، فَقَالُوا: وَأَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبِيِّ ﷺ؟ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ. قَالَ أَحَدُهُمْ: أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا. وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلَا أُفْطِرُ. وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلَا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا. فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: «أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا؟ أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي [صحيح البخاري (٥/١٩٤٩)]

وفي حديث آخر، روى عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال:

أَرْسَلَ إِلَيَّ النَّبِيُّ ﷺ فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ لِي: أَتَصُومُ النَّهَارَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: وَتَقُومُ اللَّيْلَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَنَامُ، وَأَمَسُّ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي... ثُمَّ قَالَ ﷺ: فَإِنَّ لِكُلِّ عَابِدٍ شِرَّةً، وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةً، فَإِمَّا إِلَى سُنَّةٍ وَإِمَّا إِلَى بِدْعَةٍ، فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى سُنَّةٍ فَقَدِ اهْتَدَى، وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقَدْ هَلَكَ]]مسند أحمد بن حنبل (رقم ٦٤٤١، ٦٦٦٤)، موارد الظمآن للهيثمي (٢/٣٩٤، رقم ٦٥٣)، كتاب السنة لابن أبي عاصم (ص ٢٧-٢٨، رقم ٥١)، صحيح الترغيب للألباني (١/٩٨).[

تأملوا قليلاً! هؤلاء الصحابة لم يكرهوا سنة النبي ﷺ، بل عرفوها وقبلوها، لكنهم فكروا في زيادة بعض الأعمال الزائدة عن السنة. نحن نعلم أن قيام الليل كله ليس محرماً، وصيام كل شهر (غير الأيام المحرمة) ليس محرماً، وكذلك العزوبة ليست محرماً دائماً إذا لم تكن هناك حاجة أو مشقة. لكن النبي ﷺ نهاهم بشدة، لأن التفكير في أعمال زائدة عن السنة طلباً للقرب من الله أو الولاية أو الثواب ليس من شأن المؤمن. فقد يوحي ذلك بأن السنة ناقصة!

إذا أصبحت الزيادة على السنة عادة، فقد يتسرب إلى الأذهان أن الالتزام بالسنة فقط لا يكفي لنيل الولاية أو الثواب. مثلاً، قد يظن أحدهم: "صلاة الليل عبادة عظيمة، فالأفضل أن أحيي الليل كله بدلاً من تضييع جزء منه في النوم!" وهكذا، وإن لم يكن هناك استخفاف بالنبي ﷺ، فقد يحصل استخفاف بمن يتبع السنة حرفياً (كمن ينام جزءاً من الليل ويقوم جزءاً). وهذا ما سماه النبي ﷺ "الرغبة عن سنتي".

إذا فعل أحدهم زيادة على السنة بدافع الحماس المؤقت، فذلك معفو عنه، لكن إذا أصبحت عادة دائمة مخالفة للسنة، فهذا مهلك.

السؤال الأكبر هو: لماذا يتجاوز المؤمن السنة أو يعمل بما يخالفها؟ أليست السنة كافية لدخول الجنة؟ فقد قال رسول الله ﷺ:
مَنْ أَكَلَ طَيِّبًا وَعَمِلَ فِي سُنَّةٍ وَأَمِنَ النَّاسُ بَوَائِقَهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ]سنن الترمذي، كتاب صفة القيامة (رقم ٢٥٢٠)., ذكر الترمذي ضعفًا في سنده., صححه الحاكم والذهبي.]

وقال التابعي الجليل الحسن البصري رحمه الله عن النبي ﷺ:

«عَمَلٌ قَلِيْلٌ فِيْ سُنَّةٍ خَيْرٌ مِنْ عَمَلٍ كَثِيْرٍ فِيْ بِدْعَةٍ، وَمَنِ اسْتَنَّ بِيْ فَهُوَ مِنِّيْ، وَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِيْ فَلَيْسَ مِنِّيْ [المصنف لعبد الرزاق الصنعاني (١١/٢٩١، رقم ٢٠٥٦٨)., إسناده مرسل صحيح إلى الحسن البصري. قابل للقبول بطرق متعددة (انظر: الاعتصام للشاطبي ١/١٠٨).]

فإذا كان العمل القليل على السنة أفضل من العمل الكثير على البدعة، فلماذا يتعب المؤمن نفسه في أعمال تخالف السنة؟ وفي حديث آخر قال النبي ﷺ:

إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ، لِلْمُتَمَسِّكِ فِيْهِنَّ يَوْمَئِذٍ بِمَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ أَجْرُ خَمْسِيْنَ مِنْكُمْ [السنة لمحمد بن نصر المروزي (ص ١٤)، المعجم الكبير للطبراني (١٠/١٨٢)، مجمع الزوائد للهيثمي (٧/٢٨٢)، سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني (١/٨٩٢-٨٩٣).]

تأملوا قليلاً! إذا التزمتم بالسنة تمامًا، فستنالون أجر خمسين صحابيًا! فلماذا الخروج عنها؟ والأهم، بإحياء السنة ننال أعظم شرف: الصحبة مع النبي ﷺ في الجنة. قال رسول الله ﷺ:

مَنْ أَحْيَا سُنَّتِي فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَحَبَّنِي كَانَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ[٨. سنن الترمذي، كتاب العلم (رقم ٢٦٠٢). وصفه الترمذي بالحديث الحسن الغريب. ]

نحن نناقش أحيانًا مصطلحات مثل "الجائز"، "البدعة الحسنة"، و"البدعة السيئة". هذه أمور علمية يختص بها العلماء. لكن الأمان للمؤمن هو التمسك بالسنة. الاتباع الحرفي للنبي ﷺ في الفعل والترك هو السنة. فالسنة هي فعل ما فعله ﷺ كما فعله، وترك ما تركه.

·      الجائز: ما لم يفعله النبي ﷺ ولم ينه عنه، ولا إثم في فعله.

·      البدعة الحسنة: ما استحدثه الناس لاحقًا بدليل شرعي، واختلف في حكمه (حسن أم سيء).
لكن تذكروا: حتى لو سُميت "حسنة"، فهي ليست سنة. لو كانت سنة، لما سُميت "بدعة"!

في الضرورة أو الحاجة الدنيوية، يمكننا فعل الجائز. لا إثم فيه، لكنه لا يُثاب عليه. فلماذا نترك السنة - التي تحقق الأجر الكامل وتُدخلنا الجنة بصحبة النبي ﷺ - لنلجأ إلى الجائز أو البدعة؟!

لذلك، فإن واجب المؤمن هو اتباع السنة في كل العبادات. هذا هو مقتضى إيماننا. "لا إله إلا الله" تعني أننا نعبد الله وحده، و"محمد رسول الله" تعني أننا نتعلم عبادة الله فقط من محمد ﷺ. يجب أداء كل عبادة تمامًا كما فعلها النبي ﷺ. إذا حصل خلاف حول أي عبادة، فلا ندخل في الجدال، بل نسأل سؤالاً بسيطًا: كيف فعلها رسول الله ﷺ وأصحابه؟ أريد أن أعرف ذلك من الأحاديث الصحيحة، وأريد أن أتبعها كما هي. لا أريد الدخول في جدالات حول "الجائز" أو "البدعة الحسنة" أو "البدعة السيئة".

نحن تجار، ورأس مالنا هو هذه الحياة الواحدة. ما نكسبه في هذه الحياة هو كل ما سنحصل عليه. لا يمكننا تصحيح الأخطاء والعودة للاستثمار مرة أخرى. فلماذا نأخذ المخاطرة؟ تخيل أن لديك مائة ألف جنيه، وأمامك خياران للاستثمار:

1.   خيار مضمون الربح.

2.   خيار يقول البعض إنه ربما يكون مربحًا، والبعض يقول لا خسارة فيه، والبعض يحذر من الخسارة.
أي خيار ستختار؟ بالتأكيد الخيار المضمون! إلا إذا كنت مضطرًا، فلن تخاطر. فلماذا نخاطر في أمر الآخرة إلا إذا كنا مضطرين؟

لنفكر في رأس مالنا التجاري في الآخرة. إذا اتبعنا السنة دون زيادة أو نقصان، فالربح مضمون بلا شك. أما إذا خالفنا السنة، فسيختلف الناس: بعضهم يقول فيه أجر، وبعضهم يقول لا بأس، وبعضهم يحذر من الإثم. فماذا سنفعل؟ هل سنحاول الالتزام بالسنة قدر المستطاع؟ أم سنخاطر باستثمارات جديدة كلما أتيحت الفرصة؟[كتاب "إحياء السنن، إحياء السنة ومحاربة البدع" للمؤلف]

اللهم أعنا على حب السنة والعمل بها وإحيائها، آمين.

[د. خوندكار عبد الله جهانغير، كتاب "خطب الإسلام"]


কপিরাইট স্বত্ব © ২০২৫ আস-সুন্নাহ ট্রাস্ট - সর্ব স্বত্ব সংরক্ষিত| Design & Developed By Biz IT BD