نصف شعبان أو ليلة البراءة
شهر شعبان شهر مبارك. من الأحاديث الصحيحة نعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم نافلة كثيرة في هذا الشهر. وكان صيام شعبان أحب إليه من غيره. كان يصوم النوافل من أول الشهر حتى الخامس عشر منه، وأحيانًا كان يصوم معظم الشهر أو كله.
عندما سُئل عن ذلك قال:
"وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم."
[رواه ابن ماجه في السنن ١/٤٤٥، والبزار في المسند ١/١٥٧، وأحمد في المسند ٢/١٧٦، وغيرهم]
في هذا الشهر ليلة خاصة تسمى "ليلة النصف من شعبان" (شب برات). وردت أحاديث ضعيفة أو موضوعة عن كتابة الأقدار فيها، لكن العلماء اتفقوا على ضعفها. أما الآية في سورة الدخان (٣-٤):
"إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين * فيها يفرق كل أمر حكيم"،
فبعض المفسرين كعكرمة قالوا إنها ليلة النصف من شعبان، لكن جمهور المفسرين قالوا إنها ليلة القدر في رمضان.
الحديث الصحيح الوارد في فضل هذه الليلة هو:
"إن الله يطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن."
[رواه الترمذي وأحمد وحسنه الألباني]
فالشرك والعداوة بين المسلمين يحرمان العبد من المغفرة. لذا ينبغي التوبة منهما. ومن السنن في هذه الليلة:
١- زيارة المقابر (بأدب دون بدع).
٢- الدعاء والاستغفار.
٣- قيام الليل بصلاة النوافل.
لكن يجب تجنب البدع مثل:
- الاجتماع في المساجد للصلاة الخاصة.
- إضاءة المصابيح أو الألعاب النارية.
- تخصيص أطعمة معينة.
- الاعتقاد بأن الأقدار تكتب فيها.
وينبغي الاهتمام بالفرائض أولًا، فصلاة الفجر في جماعة أفضل من قيام ليلة البراءة. وليعلم أن فضائل الدعاء والاستغفار متاحة كل ليلة، كما في الحديث الصحيح:
"ينزل الله إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟"
[متفق عليه]
فليحرص المسلم على حسن الظن بإخوانه، وإصلاح القلوب، وترك العداوات، والاجتهاد في الطاعات.