المعراج الحلقة-٥
أما من خالف هذا الرأي، فقد قالت عائشة رضي الله عنها وبعض الصحابة: إنه لم يَرَ الله. وفي صحيح البخاري، روى التابعي المشهور مسروق قال: كنت جالسًا عند عائشة رضي الله عنها فقالت: "يا أبا عائشة (مسروق)، ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية!"
قلت: ما هن؟ قالت: "من زعم أن محمدًا ﷺ رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية!" قال مسروق: فكنت متكئًا فجلست فقلت: يا أم المؤمنين، أنظريني ولا تعجليني! ألم يقل الله: {وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ} [التكوير: ٢٣]، {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} [النجم: ١٣]؟
فقالت عائشة رضي الله عنها: "أنا أول هذه الأمة سأل رسول الله ﷺ عن ذلك، فقال: «إنما هو جبريل، لم أره في صورته التي خُلق عليها إلا مرتين، رأيته منهبطًا من السماء، سادًّا عظمُه ما بين السماء والأرض»." ثم قالت: "أولم تسمع الله يقول: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الأنعام: ١٠٣]؟ أولم تسمع الله يقول: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} [الشورى: ٥١]؟"
(...يتبع)