المعراج الحلقة-٢

موضوع الإسراء والمعراج قد ذكره الله تعالى في سورة النجم أيضًا. في بداية السورة يقول الله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلقى الوحي من جبريل عليه السلام ورآه على صورته الحقيقية. ثم في ليلة المعراج عند سدرة المنتهى، رآه مرة أخرى في هيئته الحقيقية وشاهد نعم الله التي لا توصى، حيث يقول الله:

أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى

(سورة النجم: ١٢-١٨)

في كتب الحديث والسيرة:

روى حوالي أربعين صحابيًا بأسانيد صحيحة أو ضعيفة جوانب مختلفة من قصة المعراج بتفصيل أو إيجاز. لكن لم يرد في أي حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر لتاريخ المعراج. حتى الصحابة والتابعون لم يهتموا كثيرًا بتحديد التاريخ، بل كان هدفهم الاستفادة من العبرة في هذه الأحاديث.

اختلاف المؤرخين:

نتيجة لذلك، اختلف المحدثون والمؤرخون في العصور اللاحقة حول:

• هل حدث المعراج مرة واحدة أم متعددة؟

• في أي سنة حدث؟

• في أي شهر؟

• في أي تاريخ؟

هناك ما يقارب عشرين رأيًا في هذه المسائل، ويمكن الاطلاع عليها في كتب مثل:

• فتح الباري

• عمدة القاري

• المواهب اللدنية

• شرح المواهب

• تاريخ ابن كثير

• السيرة الشامية

آراء العلماء في التاريخ:

• بعض العلماء قالوا: حدث في ذي القعدة.

• آخرون قالوا: في الأول من رجب.

• أو في أول جمعة من رجب.

• أو في 27 رجب (وهو المشهور عند العامة).

• لكن الأكثرية قالوا: إنه حدث في ربيع الأول.

وقد روي هذا القول عن التابعين مثل الإمام الزهري وعرْوة بن الزبير.

رواية مرسلة:

تفاصيل المعراج:

لشرح أحداث المعراج بالتفصيل يحتاج إلى وقت طويل. وقد جمع الإمام ابن الأثير أحاديث المعراج من الصحاح الستة في كتابه جامع الأصول. كما جمع العلامة محمد بن يوسف الشامي جميع الأحاديث الصحيحة والضعيفة في السيرة الشامية. وسنناقش هنا ملخصًا لأحداث المعراج بناءً على الأحاديث الصحيحة.

(يتبع...)

الكتاب: خطبة الإسلام

الدكتور خندك عبد الله جهانجير (رضي الله عنه)..