আস-সুন্নাহ ট্রাস্ট এ আপনাকে স্বাগতম

সাম্প্রতিক আপডেট

09/04/2025, 05:14:33 AM عربي

ليلة القدر والاعتكاف والفطرة

News Image

ليلة القدر والاعتكاف والفطرة

الشهر الثالث من رمضان، الجمعة الثالثة. اليوم سنناقش العشر الأواخر من رمضان، ليلة القدر، الاعتكاف، وزكاة الفطر، إن شاء الله. ولكن قبل ذلك، سنتطرق بإيجاز إلى الأيام الوطنية والدولية لهذا الأسبوع. اليوم هو اليوم ... من شهر ... حسب التقويم الميلادي. ومن بين الأيام البارزة هذا الأسبوع ...

أهم وقت في رمضان هو العشر الأواخر.

كان رسول الله ﷺ ينام بعض الوقت قبل أو بعد قيام الليل في العشرين يومًا الأولى من رمضان. لكن في العشر الأواخر، كان يظل مستيقظًا طوال الليل أو معظمه، منشغلاً بالقيام والعبادة. ولم يكتفِ بذلك، بل كان يوقظ أهله أيضًا. تقول عائشة رضي الله عنها:

 كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ أَحْيَا اللَّيْلَ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ 

"عندما تأتي العشر الأواخر من رمضان، كان رسول الله ﷺ يحيي الليل، ويوقظ أهله، ويشد المئزر، ويعتزل النساء." [البخاري، الصحيح ٢/٧١١؛ مسلم، الصحيح ٢/٨٣٢.]

في العشر الأواخر من رمضان توجد "ليلة القدر"، أي ليلة القضاء والمقدار. قال الإمام البيهقي: "ليلة القدر يعني أن الله يُقدّر في هذه الليلة ما سيفعله الملائكة للناس خلال السنة القادمة." وفي سورة القدر يقول الله تعالى:

﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾

"ليلة القدر خير من ألف شهر." [البيهقي، شعب الإيمان ٣/٣١٩.]

هذه الليلة هي من أعظم النعم على أمة محمد ﷺ. فعبادة ليلة واحدة فيها تعدل عبادة أكثر من ٨٤ سنة! ليست هذه فقط، بل من قامها إيمانًا واحتسابًا غفر الله له جميع ذنوبه السابقة. قال رسول الله ﷺ:

«مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»

"من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه." [البخاري، الصحيح ٢/٦٧٢، ٧٠٩؛ مسلم، الصحيح ١/٥٢٣.]

نعتقد أن ليلة السابع والعشرين هي ليلة القدر، ولكن هذا الاعتقاد ليس دقيقًا. لم يقل رسول الله ﷺ أبدًا أن ليلة السابع والعشرين من رمضان هي ليلة القدر بالتحديد. ومع ذلك، ذكر العديد من الصحابة والتابعين والعلماء أن ليلة السابع والعشرين تحتمل أن تكون ليلة القدر. لذلك، يجب علينا أن نعبد الله في جميع ليالي العشر الأواخر من رمضان باعتبارها ليلة القدر، مع التركيز بشكل خاص على ليلة السابع والعشرين.

إن منهج رسول الله ﷺ هو الأفضل لنا وفيه نجاتنا. فقد كان ﷺ يجتهد في العبادة ويقوم الليل في جميع ليالي العشر الأواخر طلبًا لليلة القدر، وأمرنا بذلك. قال رسول الله ﷺ:

«مَنْ كَانَ مُلْتَمِسَهَا فَلْيَلْتَمِسْهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ»

"من يطلب ليلة القدر فليطلبها في العشر الأواخر من رمضان." [مسلم، الصحيح ٢/٨٢٣.]

وهناك أحاديث أخرى تؤكد هذا المعنى، حيث أمر النبي ﷺ بالاجتهاد في العبادة في جميع ليالي العشر الأواخر. وفي حديث آخر قال:

«الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ، فَإِنْ ضَعُفَ أَحَدُكُمْ أَوْ عَجَزَ فَلَا يُغْلَبَنَّ عَلَى السَّبْعِ الْبَوَاقِي»

"اطلبوها في العشر الأواخر، فإن ضعف أحدكم أو عجز فلا يُغلبَنَّ على السبع البواقي." [البخاري، الصحيح ٢/٧١١؛ مسلم، الصحيح ٢/٨٢٣.]

وفي بعض الأحاديث، أرشد النبي ﷺ إلى الاجتهاد أكثر في الليالي الوترية (الفردية) من العشر الأواخر. قال ﷺ:

«إِنِّي أُرِيتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ ثُمَّ أُنْسِيتُهَا أَوْ نُسِّيتُهَا، فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ فِي الْوَتْرِ»

"إني أُريت ليلة القدر ثم نُسيتها، فاطلبوها في العشر الأواخر في الليالي الوترية." [البخاري، الصحيح ٢/٧٠٩؛ مسلم، الصحيح ٢/٨٢٣.]

وقد صلى رسول الله ﷺ بالقوم في ليالي وترية من العشر الأواخر طلبًا لليلة القدر. قال أبو ذر رضي الله عنه:

«قَامَ بِنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لَيْلَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ الأَوَّلِ، ثُمَّ قَالَ: لَا أَحْسَبُ مَا تَطْلُبُونَ إِلَّا وَرَاءَكُمْ. ثُمَّ قَامَ بِنَا فِي الْخَامِسَةِ (لَيْلَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ) إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ، ثُمَّ قَالَ: لَا أُحْسِبُ مَا تَطْلُبُونَ إِلَّا وَرَاءَكُمْ. ثُمَّ قُمْنَا مَعَهُ لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ حَتَّى أَصْبَحَ، وَصَلَّى بِنَا فِي الثَّالِثَةِ وَدَعَا أَهْلَهُ وَنِسَاءَهُ، فَقَامَ بِنَا حَتَّى تَخَوَّفْنَا الْفَلَاحَ. قُلْتُ لَهُ: وَمَا الْفَلَاحُ؟ قَالَ: السُّحُورُ

[الترمذي، السنن ٣/١٦٩؛ ابن خزيمة، الصحيح ٣/٣٣٧؛ أحمد، المسند ٥/١٨٠. الحديث حسن صحيح.]

نحن كثيرًا ما نعتقد أن صلاة التراويح أو قيام الليل لا يمكن أن تزيد عن عشرين ركعة أو لا يمكن صلاتها جماعة. لكن هذا ناتج عن جهلنا بسنة النبي ﷺ وأصحابه. في الواقع، يمكن صلاة قيام رمضان بعد العشاء أو في منتصف الليل أو آخره، سواء كانت عشرين ركعة أو أكثر، جماعةً. وقد كان كثير من الصحابة والتابعين يصلون في العشر الأواخر ركعات إضافية (٤ أو ٨ ركعات) في قيام الليل.

وواجبنا أن ننام بعد صلاة العشاء والتراويح في العشر الأواخر ثم نستيقظ قبل السحور ونقضي الوقت المتبقي حتى الفجر في الصلاة وقراءة القرآن والدعاء والصلاة على النبي ﷺ وغيرها من العبادات. وإذا وجد حافظ جيد في مسجد الحي، فيمكن تنظيم صلاة قيام جماعية من منتصف الليل حتى الفجر (٣-٤ ساعات) مع تطويل القراءة والركوع والسجود، مع الإكثار من الدعاء.

وإذا لم يتيسر ذلك، فليصلِّ كل واحد حسب استطاعته، مع الاجتهاد أكثر في الليالي الوترية وخاصة ليلة السابع والعشرين.

هكذا كان هدي النبي ﷺ وأصحابه والتابعين والأئمة من بعدهم. فكان كثير منهم يختمون القرآن في الثلث الأخير من الليل في العشرين يومًا الأولى، ثم في العشر الأواخر كانوا يقرؤون ١٠-١٢ جزءًا كل ليلة في الصلاة.

وقد علمنا النبي ﷺ دعاءً خاصًا لليلة القدر. فقد سألته عائشة رضي الله عنها"يا رسول الله، أرأيتَ إن وافقتُ ليلة القدر، ما أقول فيها؟" فقال ﷺ:

«اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي»

"اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني."

[الترمذي، السنن ٥/٥٣٤؛ ابن ماجه، السنن ٢/١٢٦٥. الحديث حسن صحيح.]

فيجب حفظ هذا الدعاء والتدبر في معناه، والإكثار منه في السجود وبعد الصلاة وفي كل الأوقات خلال هذه الليالي المباركة. اللهم وفقنا جميعًا، آمين.

من العبادات المهمة في العشر الأواخر من رمضان الاعتكاف، وهو المكوث في المسجد بشكل دائم، وعدم الخروج منه إلا لحاجات ضرورية كقضاء الحاجة أو الوضوء أو الأكل والشرب. ويجوز للمعتكف النوم والجلوس والتحدث في المسجد، لكن الأفضل الابتعاد عن الكلام الدنيوي والانشغال بالذكر والعبادة قدر المستطاع، أو الصمت إن لم يتمكن من ذلك.

الاعتكاف عبادة عظيمة، وتزداد أهميته في العشر الأواخر طلبًا لليلة القدر. قالت عائشة رضي الله عنها:

«إنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ»

[البخاري، الصحيح ٢/٧١٣، ٧١٩؛ مسلم، الصحيح ٢/٨٣٠، ٨٣١.]

يجب على الجميع السعي للاعتكاف في العشر الأواخر سنةً عن النبي ﷺ. وإن لم يستطع فليعتكف ولو يومًا أو يومين بنية النافلة. ورد في الأثر:

«مَنْ مَشَى فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ خَيْرًا لَهُ مِنِ اعْتِكَافِهِ عَشْرَ سِنِينَ، وَمَنِ اعْتَكَفَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ جَعَلَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ ثَلَاثَ خَنَادِقَ، كُلُّ خَنْدَقٍ أَبْعَدُ مِمَّا بَيْنَ الخَافِقَيْنِ»

[الحاكم، المستدرك ٤/٣٠٠؛ المنذري، الترغيب ٣/٢٦٣. حسنه بعض العلماء وضعفه آخرون.]

وفي نهاية رمضان يجب إخراج زكاة الفطر. قال ابن عباس رضي الله عنهما:

«فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ، مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ، وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلَاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ»

[أبو داود، السنن ٢/١١١؛ ابن ماجه، السنن ١/٥٨٥. حديث حسن.]

وقال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه:

«كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الْفِطْرِ فِي زَمَانِ النَّبِيِّ ﷺ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ»

[البخاري، الصحيح ٢/٥٤٨؛ مسلم، الصحيح ٢/٦٧٨-٦٧٩.]

وقالت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها:

«كُنَّا نُؤَدِّي زَكَاةَ الْفِطْرِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مُدَّيْنِ مِنْ قَمْحٍ»

[أحمد، المسند ٦/٣٥٥. حديث صحيح.]

والصاع يساوي أربعة أمداد، فالمدَّان نصف صاع. واختلف الفقهاء في مقدار الصاع:

  • عند الإمام أبي حنيفة: ≈ ٣.٣ كجم
  • عند الأئمة الثلاثة: ≈ ٢.٢ كجم

فنستنتج مما سبق أن

رسول الله ﷺ أمر بإخراج صاع من الطعام كفطرة، ويشمل ذلك التمر، الزبيب، الأقط (الجبن)، والشعير. وعلى كل فرد إخراج ٣.٣ كجم من أحد هذه الأصناف. لكن نجد في رواية أخرى أنه في حالة القمح أو الدقيق يكفي نصف الصاع، أي ١.٦٥ كجم.

في بلادنا، لا تشكل هذه الأصناف الخمسة الغذاء الأساسي. والمبدأ الإسلامي هنا هو مراعاة مصلحة الفقراء المستحقين.

الأفضل هو إخراج التمر أو قيمته، لأن الصحابة كانوا يفضلون إخراج التمر، وهو أنفع للفقراء. لكن في بلادنا عادةً ما يُخرج الناس زكاة الفطر بقيمة الدقيق لتيسير الأمر على المزكين. وعلى هذا الأساس، يُخرج عن كل فرد ١.٦٥ كجم من أجود أنواع الدقيق المتوفر في السوق. أما القادرون فيُستحب لهم إخراج ٣.٣ كجم من التمر، ليحصلوا على أجر زكاة الفطر وأجر اتباع سنة النبي ﷺ والصحابة.

يجب إخراج زكاة الفطر قبل صلاة العيد أو في الأيام الأخيرة من رمضان. ويجوز توزيع فطرة شخص واحد على عدة فقراء، أو جمع فطرات عدة أشخاص وإعطاؤها لفقير واحد.

قال رسول الله ﷺ:

«إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَرَضَ لِي فَقَالَ: بَعُدَ مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ، قُلْتُ: آمِينَ... بَعُدَ مَنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ، فَقُلْتُ: آمِينَ... قَالَ: بَعُدَ مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ الْكِبَرَ عِنْدَهُ أَوْ أَحَدَهُمَا فَلَمْ يُدْخِلَاهُ الْجَنَّةَ، قُلْتُ: آمِينَ»

[الحاكم، المستدرك ٤/١٧٠؛ الألباني، صحيح الترغيب ١/٢٤٠. حديث صحيح.]

لقد وصلنا إلى نهاية رمضان المبارك.

الله أعلم بما قدمناه من أعمال، ولكن الأهم هو نيل المغفرة. لذا، يجب علينا في هذه الأيام أن نكثر من التوبة والاستغفار. جاء في الحديث الشريف:

"المؤمن يرى ذنوبه كالجبل يخاف أن يقع عليه، والفاجر يرى ذنوبه كذباب مرّ على أنفه فقال به هكذا (أي طرده بيده)"

[البخاري، الصحيح ٥/٢٣٢٤ (٥٩٤٩)؛ الترمذي، السنن ٤/٦٥٨ (٢٤٩٧).]

أخطر ما في الأمر هو تبرير الذنوب، كقول: "أنا أفعل الكثير من الخيرات، وهذا الذنب اضطررت له"، أو "هذا جائز لسبب كذا". فهذا يعني نجاح الشيطان وإغلاق باب التوبة. فلا تبرر الذنب ولا تستصغره، بل اجعله كبيرًا في عينيك لتحذر منه. وإن وقعت فيه فتب، فالمؤمن ينال فائدتين:

١. تقليل الذنوب.

٢. الرغبة في التوبة عند الوقوع.

شروط التوبة ثلاثة:

١. الندم على الذنب.

٢. العزم على عدم العودة إليه.

٣. الاستغفار من الله بهذا النية.

في هذه الأيام المباركة، لنتذكر ذنوبنا ونتوب إلى الله منها جميعًا. وإن تعذّر، فتوب من بعضها، كأن تقول: "اللهم إني كنت أقصّ لحيتي وأتأخر عن الصلاة، أتوب إليك من التأخير عن الصلاة وأعزم ألا أعود، أما حلق اللحية فأسألك التيسير لتركه".

قال النبي ﷺ:

"إن الله يعتق في رمضان رقابًا من النار"، فلنكن منهم بالتوبة الصادقة.

⚠️ تحذير: بعضنا يترك الذنب في رمضان فقط، وينوي العودة بعده! هذه ليست توبة، بل تبقى الذنوب السابقة. أما إن قلبت صفحة الماضي بالعزم الصادق، فسيغفر الله ذنوبك وتبدأ صفحة جديدة. وإن عاد الشيطان بعد ذلك، فتب مرة أخرى، ولن تحمل ذنوبك الأولى.

وعد الله بمغفرة كل ذنب مع التوبة، إلا حقوق العباد (كالمال أو العرض). قال ﷺ:

"من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء، فليتحلله اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم. إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه"

[البخاري، الصحيح ٢/٨٦٥، ٥/٢٣٩٤.]

سأل رسول الله ﷺ أصحابه:

"أتَدْرُونَ مَنِ الْمُفْلِسُ؟"

قالوا: "المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع". فقال:

«إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ، أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ»

[مسلم، الصحيح ٤/١٩٩٧.]

يا له من تحذير مخيف!

نحن نجتهد في الصلاة والصيام والزكاة، فإذا جاء يوم القيامة ونُزعت حسناتنا لتعويض حقوق العباد، وبقينا نحمل أوزار الآخرين إلى النار، فما أشد الخسارة! يجب أن ننتبه: أيًّا كانت ذنوبنا مع الله، فلا نضيع حقًا لأي عبد. وإن ضيعنا حقًا، فلنسارع بردّه أو طلب المسامحة الآن. اللهم وفّقنا جميعًا.

الكتاب: خطبة الإسلام

الدكتور خندقر عبدالله جهانجير راه..


কপিরাইট স্বত্ব © ২০২৫ আস-সুন্নাহ ট্রাস্ট - সর্ব স্বত্ব সংরক্ষিত| Design & Developed By Biz IT BD