আস-সুন্নাহ ট্রাস্ট এ আপনাকে স্বাগতম

সাম্প্রতিক আপডেট

15/03/2025, 05:33:26 AM عربي

مئات الآلاف من الإمام المهدي

News Image

مئات الآلاف من الإمام المهدي

مئات الآلاف من الأئمة المهديين

د. خوندكار عبد الله جاهنغير
أستاذ، قسم الحديث، الجامعة الإسلامية، كوشتيا، مؤسس: مؤسسة السُّنَّة

عند مراجعة التاريخ الإسلامي نجد أن الكثيرين عبر العصور ادعوا أنهم الإمام المهدي، وفي حماس إقامة دولة إسلامية عادلة أو بسبب الأحلام والكشوفات، تابعهم الكثيرون. كل تلك الأحلام انتهت، وضَلَّ الكثيرون أو سفكوا دماءً دون داعٍ. لو تفحصنا كتب التاريخ لوجدنا آلافًا من هؤلاء الذين اشتهروا بـ "الإمام المهدي". هنا نذكر أسماء بعضهم:

(1) محمد بن عبد الله بن الحسن الحسني (النفس الزكية) (93-145 هـ)
كان من أعلم وأتقى وأشجع أفراد آل البيت. قبل قيام الدولة العباسية، بايعه قادة الدعوة العباسية سرًا لدعوتهم لخلافة آل البيت. لكن بعد سقوط الأمويين سنة 132 هـ، استولى العباسيون على الحكم. حاول الخليفة العباسي الثاني أبو جعفر المنصور (136-158 هـ) اعتقاله، فاختفى، فقام جنود الخليفة باعتقال أبيه وأقاربه وتعذيبهم حتى الموت. عندها ثار محمد، وبويع بالخلافة في المدينة والبصرة وغيرها، لكن الجيش العباسي استطاع هزيمته وقتله سنة 145 هـ. كثير من الصالحين والعلماء التابعين وتابعي التابعين اعتقدوا أنه المهدي وشاركوا في ثورته. (الذهبي، سير أعلام النبلاء 6/319؛ الزركلي، الأعلام 6/220).

(٢) الخليفة العباسي الثالث المهدي (المولود: ١٢٧هـ، الخلافة: ١٥٨-١٦٩هـ)
هو ابن الخليفة العباسي الثاني أبي جعفر المنصور، واسم المنصور الأصلي عبد الله، وقد سمى ابنه محمدًا. بعد وفاة المنصور، أصبح المهدي خليفة، وكان يدَّعي أنه الإمام المهدي. وهناك بعض الأحاديث الضعيفة التي استند إليها في دعواه، والتي تذكر أن المهدي سيكون من ذرية العباس. (ابن تيمية، منهاج السنة ٤/٤٥؛ ابن القيم، المنار المنيف، ص ١٤١-١٤٨).

(٣) الحسين بن زكرويه بن مهرويه (٢٩١هـ)
ادَّعى أنه الإمام المهدي، واستولى على مناطق من سوريا، وقام بالنهب والقتل الجماعي. أخيرًا، قاد الخليفة العباسي المقتفي بنفسه حملة عسكرية هزمت قوات هذا "المهدي"، وأُعدم. (ابن العديم، بغية الطلب في تاريخ حلب (شاملة) ١/٣٠٠).

(٤) عبيد الله بن ميمون القداح (٢٥٩-٣٢٢هـ)
في نهاية القرن الثالث الهجري، سنة ٢٩٦هـ، أعلن نفسه الإمام المهدي. وفي سنة ٢٩٧هـ، بايعه أتباعه في القيروان كـ"المهدي" و"إمام الزمان". وسرعان ما أسسوا دولتهم "الفاطمية" في المغرب. وفي سنة ٣٥٨هـ، استولى أحفاده على مصر. وبعد قرنين من الزمان، في سنة ٥٦٧هـ، سقطت الدولة الفاطمية الشيعية في مصر على يد صلاح الدين الأيوبي. (ابن تيمية، منهاج السنة ٤/٤٥-٤٦؛ ابن القيم، المنار المنيف، ص ١٤١-١٤٨؛ الزركلي، الأعلام ٤/١٩٧).

(٥) الحسين بن منصور الحلاج (٣٠٩هـ)
اشتهر كصوفي وفيلسوف، وادعى أنه ولي فانٍ في الله وباقٍ، وذو قدرات خارقة، ومجدد القرن، والإمام المهدي. ونشر أتباعه قصصًا عن كراماته. أُعدم سنة ٣٠٩هـ، لكن أتباعه زعموا أنه لم يُقتل، بل شُبه لهم عدوه بصورته واختفى. (الذهبي، سير أعلام النبلاء ١٤/٣١٣-٣٥٤؛ الزركلي، الأعلام ٢/٢٦٠).

(٦) المعز بن المنصور: معد بن إسماعيل بن عبيد الله الفاطمي (٣٦٥هـ)
حفيد عبيد الله بن ميمون السابق. ادعى أنه الإمام المهدي، واختفى أيامًا زاعمًا أنه كان في عرش الله. ونشر أتباعه كراماته، فاكتسب نفوذًا كبيرًا. استولى على مصر وأسس مدينة القاهرة. (السيوطي، العَرْفُ الوَرْدِي، مقدمة المحقق، ص ٢٣).

(٧) باليا (٤٨٤هـ)
كان ساحرًا ومنجمًا، وأذهل الناس بحيله، ثم ادعى في ٤٨٣هـ أنه المهدي، وأن منكره كافر. تبعه الكثيرون، واستولى على مدن وقرى البصرة، وأحرقها. أُعدم أواخر نفس العام. (ابن كثير، البداية والنهاية ١٢/١٦٨).

(٨) محمد بن عبد الله بن تومرت (٤٨٥-٥٢٤هـ)
في بداية القرن السادس الهجري، اشتهر في المغرب كعالمٍ زاهدٍ شجاعٍ ضد الظلم. ادعى أنه من سلالة عليٍّ والمهدي، فازداد أتباعه. ثار ضد حاكم المغرب ابن تاشفين لإنشاء "دولة إسلامية نقية"، لكنه مات قبل تحقيقها. وخليفته عبد المؤمن أسس سلالة حاكمة جديدة. (ابن تيمية، منهاج السنة ٤/٤٥؛ الزركلي، الأعلام ٦/٢٢٨).

(٩) أحمد بن عبد الله بن هاشم الملثم (٦٥٨-٧٤٠هـ)
اشتهر في مصر كفقيه وعابد وصوفي وولي. وفي سنة ٦٨٩هـ ادعى أنه المهدي، وأقسم بالله على كراماته وأحواله، وزعم أنه رأى الله في المنام وكلمه، وأنه صعد به إلى السماء وعينه مهدياً. سجن عدة مرات بسبب هذه الدعاوى.

(١٠) الشيخ أبو العباس أحمد بن عبد الله السجلماسي، ابن محلي (٩٦٧-١٠٢٢هـ)
فقيه وصوفي مغربي مشهور. أتقن الفقه ثم انخرط في التصوف ونال شهرة بالكرامات. ادعى المهدوية وحارب الحكام الظلمة، واستولى على مدينة سجلماسة وحكمها ثلاث سنوات. قتل في معركة سنة ١٠٢٢هـ، وعُلقت رأسه مع رؤوس أصحابه على أسوار مراكش ١٢ سنة. ظل أتباعه يؤمنون بعودته قروناً. (الزركلي، الأعلام ١/١٦١).

(١١) محمد أحمد بن عبد الله (١٢٥٩-١٣٠٢هـ/١٨٨٥م)
صوفي سوداني شهير ادعى المهدوية سنة ١٢٩٨هـ/١٨٨١م. هزم القوات المصرية والبريطانية وسيطر على السودان، لكنه مات بالجدري بعد قليل. سقطت دولته سريعاً بيد البريطانيين. (الزركلي، الأعلام ٦/٢٠).

(١٢) علي محمد بن ميرزا رضا الشيرازي (١٢٦٦هـ/١٨٥٠م)
مؤسس فرقة "البابية" و"البهائية". ولد في شيراز بإيران، واشتهر بزهدهِ واعتكافه وتعرضه لساعات طويلة للشمس. بدأ بادعاء لقب "الباب" (أي البوابة)، ثم ادعى أنه الإمام المهدي، فتبعه الكثيرون. أخيراً ابتدع ديناً جديداً يجمع بين الأديان، مما تسبب في صراعات اجتماعية. أُعدم سنة ١٨٥٠م. (الزركلي، الأعلام ٥/١٧).

(١٣) ميرزا غلام أحمد القادياني (١٨٤٠-١٩٠٨م)
مؤسس القاديانية. بدأ كصوفي ذي كرامات، وكتب ضد الهندوس والمسيحيين، فاكتسب شعبية بين المسلمين تحت الحكم البريطاني. في ١٨٨٠م نشر كتاب "براهين أحمدية" مليئاً بدعاوى الكشف والكرامات. تدرج في ادعاءاته: ففي ١٨٨٥م ادعى أنه مجدد القرن الرابع عشر، ثم في ١٨٩١م أنه المهدي، ثم أنه المسيح عيسى، ثم أنه نبي ظل، وأخيراً في ١٩٠١م أنه نبي كامل. مات بالكوليرا سنة ١٩٠٨م.

(١٤) محمد بن عبد الله القحطاني (١٤٠٠هـ/١٩٧٩م)
في أول يوم من سنة ١٤٠٠هـ (٢٠ نوفمبر ١٩٧٩م)، ظهر هذا "المهدي" بقيادة جهيمان العتيبي، شاب سعودي معروف بمعارضته للانحرافات. أعلن أن قريبه القحطاني هو المهدي الموعود، مدعياً رؤيا النبي ﷺ تؤيد ذلك. استولوا على الحرم المكي يوم ١/١/١٤٠٠هـ، وأجبروا المصلين على البيعة. بعد ١٥ يوماً من القتال، حررت القوات السعودية الحرم، وقُتل "المهدي" ومعظم أتباعه، مع عشرات الحجاج.

(١٥) حسين بن موسى الحسين اللحيدي
أحد "أئمة المهديين" في العصر الحديث، من الكويت. كان في شبابه منغمسًا في المعاصي، ثم انعزل للعبادة والزهد. تحت ذريعة انحدار المجتمع، توقف عن الصلاة في المساجد. ادعى لاحقًا أنه المهدي، وأنه يتلقى الوحي والإلهام من الله، وتحدث عن إصلاح المجتمع الفاسد، فاكتسب أتباعًا. نذكر أن الأحاديث الصحيحة تشترط أن اسم المهدي واسم أبيه مطابقان لاسم النبي ﷺ، مما ينفي دعوى اللحيدي. ردّ أتباعه بأن هذه الأحاديث تشير إلى "عودة النبي ﷺ من قبره". لديه اليوم أتباع في الشرق الأوسط، بينما كشف العلماء ضلالاته في كتب متخصصة.

أسباب الضلال وعلاجه

يظهر التاريخ مئات المدعين للمهدية، ضلَّ بسببهم الآلاف، وسُفكت دماء، وفقد البعض إيمانهم. بعضهم كانوا دجالين، وبعضهم علماء أو زهادًا. نجد ثلاثة أسباب رئيسية لهذه الضلالات:

١. العاطفة العمياء لتغيير المجتمع:
الفساد والظلم موجودان في كل مجتمع، وعدد الفاسدين يفوق الصالحين. الشباب المتدينون المتحمسون يحلمون بمجتمع مثالي، ويرون أن التغيير عبر العلم والدعوة "بطيء" أو "مستحيل"، فينجذبون لـ"الجهاد" أو "المهدي" دون تمحيص.

قال ابن خلدون (٧٣٢-٨٠٨هـ) في تحليله الاجتماعي:
"اختلطت فكرة المهدي عند الشيعة والصوفية بفكرة المجدد، فصار الجميع ينتظرون من يأتي ليصلح الدين والمجتمع دفعة واحدة!".

١/٣٢٧:
هذه كلها مظاهر هروب من المسؤولية. واجب المؤمن هو أداء مسؤولية الدعوة والعمل بالدين حسب الاستطاعة، بغض النظر عن النتائج الدنيوية. بهذا ينال المؤمن نعيم الآخرة وكرامتها. البحث عن "المهدي" أو "المجدد" ما هو إلا هروب من هذه المسؤولية.

(٢) الاعتماد على الأحلام والكشوفات
معظم مدعي المهدية وأتباعهم يقسمون بالله أن النبي ﷺ أخبرهم في المنام أو بالإلهام بأنه المهدي! وصحيح أن الشيطان لا يستطيع التشبه بالنبي ﷺ في المنام، لكنه قد يدعي أنه النبي كذبًا. حتى لو ظهر النبي ﷺ في المنام بصورته الحقيقية، يبقى تفسير الرؤيا محل اجتهاد. والأخطر جعل الأحلام والإلهامات مصادر للدين!

نؤمن -بحسب الأحاديث- بظهور قائد عادل في آخر الزمان، لكن لا دليل على تعيين شخص معين كمهدي. حتى لو تطابقت كل صفاته (الاسم، النسب، البيعة عند الكعبة...) فهذا لا يثبت مهديته، لأن هذه قد تكون صدفة. لم يرد في أي حديث أن الله يخبر أحدًا بأنه المهدي! فكيف عرف هؤلاء أنهم المهدي؟ الوحي هو الطريق الوحيد لمعرفة قرار الله، والأنبياء فقط هم من تلقوا وحيًا بنبوتهم. فمن أين لهؤلاء المدعين هذه المعرفة؟!

الادعاء بالوحي من خلال الأحلام والكشوفات
عادة لا يجرؤ المدعون على الادعاء بالوحي المباشر (لأن ذلك يجعلهم مدعي نبوة كذبة)، فيلجأون إلى الزعم بأنهم عرفوا "مهدويتهم" عبر الأحلام أو الكشوفات! وهذا خداع للمسلمين السذج. في الواقع، الادعاء بأن الله أخبرك في المنام أنك المهدي هو كالادعاء بالوحي، لأنك بذلك ترفع رؤياك إلى مستوى وحي الأنبياء. وقبول مثل هذه الدعاوى يعني الاعتقاد بوجود وحي بعد النبي ﷺ - وهذا كفر صريح.

موقف المؤمن الصحيح:

  • يعتمد المؤمن فقط على القرآن والسنة في كل شيء، بما في ذلك شأن المهدي.

  • أحاديث المهدي وأشراط الساعة (مثل انشقاق الأرض، زوال الجبال...) هي أخبار ستقع حتمًا، وليس للمؤمن دور في تحقيقها.

  • عندما تتحقق كل علامات المهدي في شخص، ويجمع الله عليه الأمة، فحينها يبايعه المؤمنون.

تحذيرات مهمة:

  1. لا "مساعدة" للمهدي المزعوم: من ادعى المهدية فهو كاذب قطعًا. وإن ظهرت فيه بعض العلامات، يجب الحذر حتى تتحقق جميعها (مثل المعجزات والنصر الإلهي).

  2. التلاعب بتفسير النصوص: يلجأ المدعون إلى تأويلات باطلة لنصوص المهدي عندما لا تنطبق عليهم شروطه. ويقبل الأتباع هذه التأويلات بسبب التعصب الأعمى.

  3. خداع المدعين: يبدأون بالتصوف والزهد لجذب الأتباع، ثم يطرحون دعاويهم. وهذا يستغل ضعف الإيمان عند بعض المسلمين.

الخلاصة:
"محمد رسول الله" تعني أن كلامه ﷺ هو المقياس الوحيد. كل دعوى يجب اختبارها بالسنة، وليس بالعواطف أو الخوارق. هذه هي درع المؤمن ضد الضلال.



কপিরাইট স্বত্ব © ২০২৫ আস-সুন্নাহ ট্রাস্ট - সর্ব স্বত্ব সংরক্ষিত| Design & Developed By Biz IT BD