المرحلة الرابعة: عورة أمام الرجال الآخرين
"باستثناء الأقارب المذكورين أعلاه، فإن جسم المرأة المسلمة كله يعتبر «عورة» ويجب تغطيته أمام جميع الأقارب الآخرين والرجال الأجانب. هناك بعض الخلافات حول مسألة الوجه واليدين، والتي سنناقشها لاحقًا. من الواجب الشرعي على المرأة المسلمة أن تغطي جسمها بالكامل أمام جميع الأقارب والأجانب الذين يحل لهم الزواج بها.
في الآية السابقة، أمر الله النساء المسلمات بأن يلقين بأغطية رؤوسهن أو خمارهن بطريقة تغطي صدورهن وأعناقهن بشكل جيد. بهذه الطريقة، أمر الله تعالى المؤمنات بتغطية الرأس والأذنين والعنق والحلق والصدر وكذلك الجسم كله كفرض.
لقد رأينا سابقًا أن الله تعالى أمر: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ﴾ [الأحزاب:59].
في ضوء هذه الآيات والأحاديث المختلفة، فإن جميع علماء الأمة الإسلامية وأئمتها وفقهائها متفقون على أن تغطية الجسم بالكامل فرض على المؤمنات أمام الرجال غير المحارم والأجانب وعند الخروج من المنزل. بناءً على تفسير عبارة «إلا ما ظهر منها» في الآية السابقة، هناك بعض الخلاف بين الفقهاء المسلمين فيما يتعلق بالوجه و اليدين حتى الرسغين والقدمين فقط. لكنهم متفقون على أن تغطية بقية جسم المرأة فرض. تعليمات القرآن والسنة في هذا الأمر واضحة جدًا ولا لبس فيها، بحيث لا يوجد مجال للاختلاف.
جميع أئمة وفقهاء الأمة الإسلامية متفقون على أن المرأة المؤمنة إذا خرجت بكشف رأسها أو شعرها أو أذنيها أو عنقها أو حلقها أو مرفقيها أو ذراعيها أو أي جزء آخر من جسمها أمام رجال غير محارم، فإنها تكون آثمة بارتكاب ذنب عظيم بمخالفة الأمر القرآني الواضح وترك الفرض. كما أن الرجل إذا كشف ركبتيه أو فخذيه يكون آثمًا بترك الفرض.
الدكتور خوندكر عبد الله جاهنغير رحمه الله، كتاب: الملابس، الحجاب، وزينة الجسم، ص. 264-265."