الصيام ورمضان والقرآن (الجزء الأخير – 07)
"إننا لا نستطيع تحقيق التقوى الحقيقية لأننا نترك القرآن جانبًا أثناء صيامنا. حتى في رمضان، فإن مقدار تدبرنا للقرآن قليل، ولو فهمنا ما نقرأه لتحصّلنا على تقوى أكبر. نستمع في النهار إلى التلاوات وفي صلاة التراويح والعشاء والفجر والمغرب إلى تلاوة الإمام للقرآن، الذي يذكر حقوق الوالدين واليتامى والجيران والفقراء وغيرهم، ويأمر بالقول الحق والعدل، ويحذر من الظلم والكذب والغش في الميزان والغش والسخرية والغرور وغيرها من الذنوب، لكننا لا نفهم شيئًا. ونتيجة لذلك، نخرج من الصلاة ونرتكب كل هذه الذنوب. نقرأ القرآن بعد الفجر أو الظهر، ثم نقرأ أن "ويل للمطففين" أو "ويل للمخادعين"، ثم نقبّل القرآن بخشوع، ونذهب إلى العمل لنرتكب نفس الذنوب! إنا لله وإنا إليه راجعون!!
هيا بنا، لنكن جميعًا طلاب علم للقرآن في رمضان. لنتعلم التلاوة الصحيحة للقرآن ونحاول فهم معناه. عندها سنحصل على الأجر الكامل لتلاوة القرآن وبركته، وسنصبح مؤمنين حقيقيين. يقول الله تعالى:
وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا
"وإذا تُليت عليهم آياته زادتهم إيمانًا." (الأنفال: ٢)
فكيف يزيد إيماننا إذا لم نفهم المعنى؟ وإذا لم يزد إيماننا بتلاوة القرآن، فكيف نكون مؤمنين حقًا؟ ويقول الله أيضًا:
اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ
"الله نزل أحسن الحديث كتابًا متشابهًا مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله." (الزمر: ٢٣)
فكيلا تقشعر الأجساد وتطمئن القلوب إذا لم يصل معنى القرآن إلى القلب؟ في رمضان، نسمع ختمة كاملة في التراويح. لو فهمنا بعض المعاني لزاد إيماننا، ولو تحلينا بصفات المتقين حقًا. سنرجع إلى الله يومًا ما، وأفضل ما نرجع به هو القرآن. قال رسول الله ﷺ:
"إنكم لا ترجعون إلى الله بشيء أفضل مما خرج منه"، يعني القرآن. (الحاكم، المستدرك ١/٧٤١)
وفي حديث آخر قال النبي ﷺ إن أهل القرآن هم عيال الله في الأرض. اللهم اجعلنا من عيالك. آمين."
الكتاب: هدايا رمضان
المؤلف: د. خوندكار عبد الله جهانغير (رحمه الله)