أحكام وصلاة موجزة عن الصلاة
أهمية الصلاة
فرض على كل مسلم ومسلمة بالغ أداء خمس صلوات في أوقات محددة يوميًا، بمجموع سبع عشرة ركعة. بعد الإيمان، الصلاة المنتظمة هي أهم واجب على المسلم. وقد ورد ذكر أهمية الصلاة في القرآن في نحو مائة موضع، وفي أحاديث لا تُحصى.
في ضوء القرآن، الصلاة هي مفتاح النجاح. يقول الله تعالى: "قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ" (سورة المؤمنون: ١). ويقول أيضًا: "قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى، وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى" (سورة الأعلى: ١٤-١٥).
وحذر القرآن من عاقبة ترك الصلاة بعذاب جهنم. يقول تعالى: "فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ، فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا" (سورة مريم: ٥٩).
وعن أهل النار يقول الله: "مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ؟ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ" (سورة المدثر: ٤٢-٤٣). أما الذين يصلون ولكن بتهاون، فيقول الله: "فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ، الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ" (سورة الماعون: ٤-٥).
الصلاة هي الفارق بين المؤمن والكافر
الصلاة هي المعيار الذي يميز بين المؤمن والكافر. فمن ترك الصلاة انضم إلى زمرة الكافرين. قال رسول الله ﷺ: "بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة" (رواه مسلم، كتاب الإيمان، باب إطلاق اسم الكفر... ١/٨٨، رقم ٨٢ - الطبعة الهندية ١/٦١). وقال أيضًا: "من ترك الصلاة فقد كفر" (صحيح ابن حبان ٤/٣٢٣، رقم ١٤٦٣. الحديث صحيح).
في ضوء تعاليم القرآن والسنة، من المؤكد أن الصلاة هي الهوية الأساسية للمسلم. فلا يمكن تصور وجود مسلم بدون صلاة، ومن يترك الصلاة لا يُعتبر مسلمًا. ومن يعتقد أن الصلاة غير ضرورية، أو أن غير المصلي قد يكون أفضل من المصلي، فهو كافر بلا شك. وقد أجمع أئمة المسلمين وفقهاؤهم، بما فيهم الأئمة الأربعة المشهورون، على هذا الأمر.
أما المسلم الذي يؤمن إيمانًا راسخًا بأن تأخير الصلاة عن وقتها من أعظم الذنوب، بل هو أشد إثمًا من أكل لحم الخنزير أو شرب الخمر أو شرب الدم وغيرها من الذنوب العظيمة، ولكنّه يتعمد ترك صلاة ما، فهنا اختلف الفقهاء في اعتباره مسلمًا. ومع ذلك، في عهد الصحابة والتابعين، كان مثل هذا الشخص يُعتبر كافرًا.
بالتحديد، كان هذا الرأي مذهبًا لعدد من الصحابة مثل عمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهما، ومن التابعين مثل إبراهيم النخعي، ومن الفقهاء مثل الإمام أحمد بن حنبل والإمام إسحاق بن راهويه وغيرهم. فهم يرون أن المسلم إذا ارتكب معصية وهو يعرف أنها معصية لا يكفر بها، إلا في حالة واحدة وهي ترك الصلاة. فمن ترك صلاة واحدة متعمدًا وهو يعلم حرمة ذلك فهو كافر عندهم.
أما الإمام أبو حنيفة والإمام الشافعي والإمام مالك وأكثر الفقهاء فقالوا: لا يُحكم بكفر الشخص الثاني مباشرة، بل يجب أمره بالصلاة ويعاقب بعقوبات دنيوية مثل الحبس والجلد إذا تهاون في الصلاة. وقال الإمام الشافعي: "إذا أمر بالصلاة فلم يصلِّ يُقتل حدًا". [انظر: البغوي، شرح السنة ٢/١٧٩-١٨٠؛ أبو بكر الإسماعيلي، اعتقاد أئمة الحديث؛ عبد الحي اللكنوي، الرفع والتكميل ص٣٧٧؛ د. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته ١/٥٧٧-٥٧٩؛ الموسوعة الفقهية الكويتية ٢٧/٥٣-٥٤. ولمزيد من التفاصيل راجع كتاب "حكم تارك الصلاة" للشيخ محمد ناصر الدين الألباني].
ذكر الله من خلال الصلاة
في هذا الكتيب المحدود، سنناقش بإيجاز القواعد الأساسية للصلاة. لكن علينا أولاً أن نتذكر بعض النقاط الأساسية:
النقطة الأولى: الصلاة هي وسيلة لتطهير القلب وتنقيته من الشوائب والأثقال من خلال ذكر الله سبحانه وتعالى والمناجاة إليه. للصلاة فرائض وواجبات وسنن كثيرة، كلها حسب الاستطاعة. إذا تعذر أداؤها تسقط ويغفرها الله، إلا الصلاة فلا تسقط أبداً.
يقول الله تعالى: "فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا" (سورة البقرة: 239).
في ضوء هذه التوجيهات القرآنية والنبوية، يتفق فقهاء جميع المذاهب بشكل أساسي على أن المؤمن - في حال العذر أو الضرورة - يمكنه الصلاة بدون وضوء، جالساً، مضطجعاً، بملابس غير طاهرة، عارياً، متوجهاً لأي اتجاه، أثناء المشي أو الجري، دون قراءة سور، بل فقط بذكر "سبحان الله"، "الله أكبر" وغيرها من الأذكار. لكنه لا يجوز له بتاتاً أن يتعمد تأخير صلاة واحدة عن وقتها دون عذر. ما دام العقل موجوداً والقدرة على ذكر الله قائمة، فلا تسقط الصلاة ولا تغفر. يجب عليه أن يؤديها حسب استطاعته بالطريقة التي علمنا إياها رسول الله ﷺ، ليطهر قلبه ويجد الطمأنينة. وإلا فإن قلبه وروحه سيموتان. وقد نوقشت هذه الأمور في كتب الفقه في مواضع مختلفة دون خلاف جوهري بين العلماء.
يعيش الإنسان بشكل طبيعي في المجتمع. خلال يومه المليء بالعمل، يواجه مشاعر متعددة مثل الحب، الكراهية، الحسد، الغضب، الخوف، الطمع وغيرها. هذه المشاعر تثقل قلبه وتجعله مريضاً وملوثاً. فقط من خلال ذكر الله والمناجاة إليه بين الحين والآخر، يمكن للإنسان أن يحرر قلبه من هذا الثقل الرهيب.
النقطة الثانية: من هذا نفهم أن ذكر الله تعالى هو جوهر الصلاة. الذكر يجب أن يكون بالقلب ويُكمّل باللسان. لذلك من الأهمية البالغة أن نذكر الله بخشوع في الصلاة، وننتبه لمعاني ما نقرأه، ونحرك مشاعرنا بما نتدبره. قال الله تعالى: "وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي" (سورة طه: ١٥). الصلاة بلا قلب ولا ذكر هي صلاة المنافقين. قال تعالى عن المنافقين: "وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا" (سورة النساء: ١٤٢).
النقطة الثالثة: بينما قد تكون هناك أعذار لبعض أحكام الصلاة، فلا عذر أبدًا في إهمال الذكر والتدبر. أيًا كانت حالتنا، وأيًا كانت طريقة أدائنا للصلاة، وأيًا كانت الأذكار أو القراءات التي نقرأها، يمكننا دائمًا أن نوجه قلوبنا إلى الله، ونصلي بمشاعر خاشعة، ونفهم معاني الأدعية والأذكار. إذا تشتت الذهن، يمكننا محاولة استعادة التركيز. لكن المؤسف أننا نهتم كثيرًا ببعض التفاصيل - الضرورية وغير الضرورية - في الصلاة، بينما نهمل تمامًا الخشوع والإخلاص.
النقطة الرابعة: الأكثر إيلامًا أن العديد من المسلمين المتدينين يستعجلون في صلاتهم. التعليم القرآني والنبوي هو التأني والطمأنينة في الصلاة. لو صلينا بضع ركعات بالطريقة المشروعة بخشوع، قد تستغرق عشر دقائق. بينما بالاستعجال قد توفر ثلاث أو أربع دقائق فقط. نستطيع أن نهدر ساعات في الحديث، ونضيع الوقت خارج المسجد، ولكننا نستعجل ونضطرب أثناء الصلاة. هذا الاستعجال يقتل روح الصلاة.
وقد دوَّن أئمة الفقه والعلماء في الأمة الإسلامية طرق أداء الصلاة بالتفصيل في ضوء الأحاديث. وهناك بعض الخلافات بين الفقهاء في مسائل قليلة بسبب اختلاف روايات الأحاديث. وسنذكر هنا الأمور الضرورية بإيجاز.
٧. بَعْدَ تَكْبِيرَةِ الإِحْرَامِ، اقْرَأْ دُعَاءَ الِاسْتِفْتَاحِ (الثَّنَاءُ).
١١. بعد الانتهاء من قراءة سورة الفاتحة، قل "آمين". ومعنى كلمة "آمين": "اللهم استجب دعاءنا". ثم اقرأ سورة أخرى من القرآن أو بعض الآيات. بعد الانتهاء من التلاوة، توقف قليلاً. ثم كبّر قائلاً "الله أكبر" وركع. أثناء الركوع، ضع يديك بقوة على ركبتيك مع تفريق الأصابع والإمساك بالركبتين. أبعد مرفقيك وذراعيك عن جسدك. يجب أن يكون ظهرك مستقيماً، بحيث يكون الظهر والخصر والرأس في خط مستقيم ومتوازٍ، حتى لو صُب الماء على الظهر لن يبقى عليه. يجب أن تهدأ وتستقر تماماً في الركوع. ثم اقرأ تسبيحات الركوع.
١٢. قم من الركوع واعتدل تماماً وابقَ واقفاً لبعض اللحظات. الاعتدال التام بعد الركوع والسجود من واجبات الصلاة. إذا لم تقف مستقيماً تماماً بعد الركوع وذهبت مباشرة إلى السجود، تبطل الصلاة. في هذا الوضع، اقرأ الأذكار المأثورة.
١٣. ثم كبّر قائلاً "الله أكبر" واخرُ إلى السجود بخشوع. عند السجود، يجوز وضع الركبتين أولاً ثم اليدين أو العكس، كما ورد في الأحاديث. في السجود، يجب أن تثبت القدمين والركبتين واليدين والجبهة والأنف على الأرض. تكون أصابع اليدين متجهة نحو القبلة ومضمومة. توضع كفّ اليدين تحت الأذنين أو تحت الكتفين. يجب رفع الذراعين والمرفقين عن الأرض وإبعادهما عن الخصر. لا ترفع الأنف عن الأرض أثناء السجود، فقد قال النبي ﷺ: "لا يُجزئ سجود حتى يُسجد على الأنف إذا سُجد على الجبهة". [سنن الدارقطني ١/٣٤٨، الطبراني في المعجم الكبير ٢٢/١٠٥]
في السجود، يجب أن تتجه أصابع القدمين نحو القبلة. اختلف الفقهاء في تفريق القدمين: فبعضهم رأى أن يكون بينهما مسافة أربع أصابع (كما في القيام)، والبعض الآخر رأى ضم الكعبين.
١٤. يجب أن تكون ساجدًا في هدوء واستقرار. قال رسول الله ﷺ: "اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ فِي سُجُودِكَ، حَتَّى تَسْكُنَ جَمِيعُ عِظَامِكَ وَمَفَاصِلُكَ." [أبو داود (كتاب الصلاة، باب لا يُقِيمُ صُلْبَه) ١/٢٢٤-٢٢٥، رقم ٨٥٧؛ مستدرك الحاكم ١/٣٦٨]. وقال ﷺ: "أَمْكِنْ جَبْهَتَكَ وَأَنْفَكَ وَيَدَيْكَ مِنَ الأَرْضِ، وَاسْتَقِرَّ فِي السُّجُودِ حَتَّى تَسْتَوِيَ عِظَامُكَ فِي مَوَاضِعِهَا." [صحيح ابن خزيمة ١/٣٢٢]. وفي هذا الوضع، اقرأ تسبيحات السجود وادعُ الله.
١٥. قُلْ "اللهُ أَكْبَرُ" وَارْفَعْ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ وَاجْلِسْ مُسْتَقِرًّا حَتَّى تَرْجِعَ كُلُّ عَظْمٍ إِلَى مَوْضِعِهِ. قال رسول الله ﷺ: "لَا يَتِمُّ صَلَاةٌ حَتَّى يَسْتَقِرَّ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ." [أبو داود (كتاب الصلاة، باب مَنْ لَا يُقِيمُ صُلْبَهُ) ١/٢٢٤-٢٢٧؛ مستدرك الحاكم ١/٣٦٨؛ صحيح ابن خزيمة ١/٣٢٢]. وكان النبي ﷺ يقضي بين الركوع والسجود، وبين السجدتين، وقتًا قريبًا مما يقضيه في الركوع والسجود نفسهما. [البخاري (١٦-كتاب صفة الصلاة، ٣٩-باب حد إتمام الركوع) ١/٢٧٣؛ مسلم (٤-كتاب الصلاة، ٣٨-باب اعتدال الأركان...) ١/٣٤٣].
١٦. في هذا الجلوس، افْرِشْ رِجْلَكَ الْيُسْرَى وَاجْلِسْ عَلَيْهَا بِهُدُوءٍ، وَاجْعَلْ أَصَابِعَ رِجْلِكَ الْيُمْنَى مُوَجَّهَةً نَحْوَ الْقِبْلَةِ وَمُمَدَّدَةً. ضَعْ يَدَيْكَ عَلَى فَخِذَيْكَ وَرُكْبَتَيْكَ، وَاجْعَلْ أَصَابِعَ يَدَيْكَ مَفْرُوجَةً قَلِيلًا وَمُوَجَّهَةً نَحْوَ الْقِبْلَةِ. وَاقْرَأِ الأَذْكَارَ الْمَأْثُورَةَ فِي هَذَا الْوَقْتِ.
١٧. ثُمَّ قُلْ "اللهُ أَكْبَرُ" وَاسْجُدْ السَّجْدَةَ الثَّانِيَةَ، وَكُنْ فِيهَا هَادِئًا مُسْتَقِرًّا كَمَا فِي السَّجْدَةِ الأُولَى، وَاقْرَأِ التَّسْبِيحَ وَالدُّعَاءَ كَمَا سَبَقَ.
وَجَدِيرٌ بِالذِّكْرِ أَنَّ الطُّمَأْنِينَةَ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ وَالاعْتِدَالِ بَعْدَهُمَا وَبَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ أَمْرٌ حَاسِمٌ فِي صِحَّةِ الصَّلَاةِ، وَإِهْمَالُهُ يُفْسِدُهَا. فَمَا أَشَدَّ حُزْنًا مِنْ أَنْ يُصَلِّيَ الْمَرْءُ بِجَهْدٍ ثُمَّ لَا يَقْبَلَ اللهُ صَلَاتَهُ لِمُخَالَفَتِهِ سُنَّةَ النَّبِيِّ ﷺ! قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: "لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَى صَلَاةِ عَبْدٍ لَا يُقِيمُ صُلْبَهُ بَيْنَ رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ". [مُسْنَدُ أَحْمَدَ ٤/٢٢، الطَّبَرَانِيُّ فِي الْمُعْجَمِ الْكَبِيرِ ٨/٣٣٨].
وَلَمَّا رَأَى رَجُلًا يُسْرِعُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ قَالَ: "لَوْ مَاتَ عَلَى هَذَا لَمَاتَ عَلَى غَيْرِ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ ﷺ! يَنْقُرُ فِي صَلَاتِهِ كَمَا يَنْقُرُ الْغُرَابُ الدَّمَ. مَثَلُ الَّذِي لَا يُتِمُّ رُكُوعَهُ وَيَنْقُرُ فِي سُجُودِهِ كَمَثَلِ الْجَائِعِ يَأْكُلُ تَمْرَةً أَوْ تَمْرَتَيْنِ لَا تُغْنِيَانِ عَنْهُ شَيْئًا". [صَحِيحُ ابْنِ خُزَيْمَةَ ١/٣٣٢؛ مُسْنَدُ أَبِي يَعْلَى ١٣/١٤٠، ٣٣٣؛ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْمُعْجَمِ الْكَبِيرِ ٤/١١٥].
وَقَالَ ﷺ: "إِنَّ أَسْوَأَ النَّاسِ سَرِقَةً الَّذِي يَسْرِقُ مِنْ صَلَاتِهِ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ يَسْرِقُ مِنْ صَلَاتِهِ؟ قَالَ: "لَا يُتِمُّ رُكُوعَهَا وَلَا سُجُودَهَا". [مُسْنَدُ أَحْمَدَ ٣/٥٦، ٥/٣١٠؛ صَحِيحُ ابْنِ خُزَيْمَةَ ١/٣٣١؛ صَحِيحُ ابْنِ حِبَّانَ ٥/٢٠٩؛ الْمُسْتَدْرَكُ لِلْحَاكِمِ ١/٣٥٣].
وَفِي يَوْمٍ مِنَ الأَيَّامِ، بَيْنَمَا كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُصَلِّي، لَحَظَ رَجُلًا لَا يَطْمَئِنُّ فِي رُكُوعِهِ وَلَا فِي سُجُودِهِ، فَقَالَ بَعْدَ الصَّلَاةِ: "يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ! إِنَّهُ لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا يُطْمِئِنُّ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ". [ابْنُ مَاجَهْ (كِتَابُ إِقَامَةِ الصَّلَاةِ، بَابُ الرُّكُوعِ) ١/٢٨٢؛ التِّرْمِذِيُّ (أَبْوَابُ الصَّلَاةِ، بَابُ مَا جَاءَ فِي عَدَمِ إِقَامَةِ الصُّلْبِ) ٢/٥١-٥٢].
١٨. ثُمَّ قُلْ "اللهُ أَكْبَرُ" وَقِفْ لِلرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ. عِنْدَ الْقِيَامِ مِنَ السُّجُودِ، اِرْفَعْ يَدَيْكَ ثُمَّ رُكْبَتَيْكَ بِهُدُوءٍ وَخُشُوعٍ. ثُمَّ صَلِّ الرَّكْعَةَ الثَّانِيَةَ بِالطَّرِيقَةِ نَفْسِهَا كَمَا صَلَّيْتَ الأُولَى.
١٩. بَعْدَ إِتْمَامِ الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ، اجْلِسْ لِلتَّشَهُّدِ. اجْلِسْ كَمَا بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ: افْرِشْ رِجْلَكَ الْيُسْرَى وَأَقِمْ الْيُمْنَى مُوَجَّهَةَ الأَصَابِعِ نَحْوَ الْقِبْلَةِ. ضَعْ يَدَكَ الْيُسْرَى عَلَى فَخِذِكَ أَوْ رُكْبَتِكَ الْيُسْرَى، وَضَعْ يَدَكَ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِكَ الْيُمْنَى، وَاقْبِضْ أَصَابِعَكَ الْيُمْنَى إِلَّا السَّبَّابَةَ (إِصْبَعَ الشَّهَادَةِ) فَأَشِرْ بِهَا نَحْوَ الْقِبْلَةِ أَثْنَاءَ التَّشَهُّدِ وَالدُّعَاءِ. الْتَفِتْ بِنَظَرِكَ نَحْوَ إِصْبَعِ السَّبَّابَةِ. إِذَا كَانَتِ الصَّلَاةُ رَكْعَتَيْنِ، فَاقْرَأِ التَّشَهُّدَ ثُمَّ الصَّلَاةَ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ وَالدُّعَاءَ. أَمَّا إِذَا كَانَتْ ثَلَاثًا أَوْ أَرْبَعًا، فَاقْرَأِ التَّشَهُّدَ ثُمَّ قِفْ لِلرَّكْعَةِ التَّالِيَةِ، وَفِي الْجِلْسَةِ الأَخِيرَةِ، اِقْرَأِ التَّشَهُّدَ وَالصَّلَاةَ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ وَالدُّعَاءَ.
٢٠. اخْتِمِ الصَّلَاةَ بِالتَّسْلِيمِ. أَدِرْ وَجْهَكَ إِلَى الْيَمِينِ وَقُلْ: "السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ"، ثُمَّ أَدِرْهُ إِلَى الْيَسَارِ وَقُلْ: "السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ".
٢١. بِالتَّسْلِيمِ تَنْتَهِي الصَّلَاةُ. لَا يَبْقَى بَعْدَهُ شَيْءٌ مِنْ فَرَائِضِ الصَّلَاةِ أَوْ وَاجِبَاتِهَا أَوْ سُنَنِهَا أَوْ مُسْتَحَبَّاتِهَا. الْأَذْكَارُ وَالْأَدْعِيَةُ بَعْدَ التَّسْلِيمِ عِبَادَاتٌ مُنْفَصِلَةٌ، سَنَتَحَدَّثُ عَنْهَا لَاحِقًا إِنْ شَاءَ اللهُ.