আস-সুন্নাহ ট্রাস্ট এ আপনাকে স্বাগতম

সাম্প্রতিক আপডেট

17/03/2025, 06:11:42 AM عربي

الإيمان بالتوحيد (2)

News Image

الإيمان بالتوحيد (2)

الدكتور خوندكار عبد الله جهانغير
أستاذ، قسم الحديث، الجامعة الإسلامية، كوشتيا
رئيس، مؤسسة السنة

أقسام التوحيد (1)
بسبب الانحراف في مصادر العقيدة، أي التخلي عن الدراسة العميقة للقرآن والحديث والاعتماد على المعاني اللغوية، والعقل الشخصي، والفلسفة، وغيرها في تفسير التوحيد، ظن العديد من العلماء أن "التوحيد" يعني الإيمان بالله تعالى كالوجود الأزدي الوحيد، أو الخالق الوحيد والقادر على كل شيء.

هذا الفكر يتعارض مع القرآن والحديث. من خلال العديد من النصوص القرآنية، نعلم أن كفار العرب وغيرهم من الأمم كانوا يؤمنون بوحدانية الله في الوجود ويعتقدون أنه الخالق الوحيد والقادر على كل شيء. إذا كان التوحيد مكتملاً بهذا القدر، لما كان هناك حاجة لوصفهم بالكفر أو لإرسال الأنبياء والرسل لهدايتهم.

من خلال عدد لا يحصى من النصوص القرآنية والحديثية، نفهم أن للإيمان بوحدانية الله مراحل أو مستويات متعددة. يقول الله تعالى:
وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ
"وأكثرهم لا يؤمنون بالله إلا وهم مشركون." [سورة يوسف: 106]

هذه الآية توضح بوضوح أن هناك مستويات للإيمان بالله، مما يجعل الشرك ممكنًا حتى مع وجود الإيمان. في تفسير هذه الآية، قال الصحابي ابن عباس رضي الله عنهما:
"من إيمانهم إذا قيل لهم: من خلق السماء؟ ومن خلق الأرض؟ ومن خلق الجبال؟ قالوا: الله، وهم مشركون... ومع ذلك يشركون به ويعبدون غيره ويسجدون للأنداد دونه." [الطبري، تفسير جامع البيان 13/77-78]

كما قال المفسر المشهور من التابعين، مجاهد بن جبر (104 هـ):
"إيمانهم قولهم: الله خالقنا ويرزقنا ويميتنا، فهذا إيمان مع شرك عبادتهم غيره." [الطبري، تفسير جامع البيان 13/77-78]

وبالمثل، ذكر العديد من التابعين مثل سعيد بن جبير (95 هـ)، وعامر بن شراحيل الشعبي (104 هـ)، وعكرمة مولى ابن عباس (105 هـ)، وعطاء بن أبي رباح (115 هـ)، وقتادة بن دعامة (117 هـ)، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم (170 هـ)، وغيرهم أن جميع الكفار كانوا يؤمنون بأن الله هو الخالق الوحيد، الرازق، القوي، لكنهم كانوا يشركون به في العبادة. [الطبري، تفسير جامع البيان 13/77-79]

من خلال هذا، نرى أن التوحيد له مستويان على الأقل، وكان الكفار يؤمنون بواحد وينكرون الآخر. بناءً على هذه التوجيهات القرآنية وتفسيرات الصحابة والتابعين، قسم العلماء اللاحقون التوحيد إلى قسمين. وبعضهم فصل هذه المستويات إلى ثلاثة أو أربعة أقسام.

الإمام سعد الدين محمد بن علاء الدين علي بن محمد بن أبي العز الدمشقي (731-792 هـ)، وهو من أئمة المذهب الحنفي، قسم التوحيد في كتابه "شرح العقيدة الطحاوية" إلى قسمين رئيسيين:

  1. توحيد الإثبات والمعرفة (التوحيد المعرفي).

  2. توحيد الطلب والقصد (التوحيد العملي). [ابن أبي العز، شرح العقيدة الطحاوية، ص 89].

وفي موضع آخر، قسم القسم الأول إلى جزأين، ليصبح التوحيد ثلاث مراحل:

  1. توحيد الأسماء والصفات.

  2. توحيد الربوبية.

  3. توحيد الألوهية. [ابن أبي العز، شرح العقيدة الطحاوية، ص 78].

العالم والمجدد شاه ولي الله الدهلوي (1176 هـ) قسم التوحيد إلى أربعة مستويات:

  1. الإيمان بالله كالوجود الأزلي الوحيد.

  2. الإيمان بالله كالخالق الوحيد للكون.

  3. الإيمان بالله كالمدبر الوحيد للكون.

  4. الإيمان بالله كالمعبود الوحيد. [شاه ولي الله الدهلوي، حجة الله البالغة 1/176].

وهكذا نرى أن التوحيد له مستويان أساسيان، مع تفاصيل إضافية في المستوى الأول. هنا سنشرح أقسام التوحيد بناءً على القرآن والسنة.

التوحيد المعرفي (توحيد الإثبات والمعرفة)

كما رأينا، يُطلق على هذا النوع من التوحيد "توحيد الإثبات والمعرفة" أو "التوحيد العلمي الخبري". [الملا علي القاري، شرح الفقه الأكبر، ص 15].

لهذا التوحيد موضوعان رئيسيان:

  1. توحيد الربوبية (وحدانية الخلق والتدبير).

  2. توحيد الأسماء والصفات.

1. توحيد الربوبية

هو الإيمان بأن الله وحده هو الخالق، الرازق، المدبر، المحيي، المميت، صاحب السلطان المطلق.

أدلة توحيد الربوبية من القرآن:

  • ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الفاتحة: 1].

  • ﴿أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأعراف: 54].

  • ﴿إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴾ [الذاريات: 58].

  • ﴿وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا﴾ [الفرقان: 2].

الكفار كانوا يؤمنون بتوحيد الربوبية

من القرآن والسنة نعلم أن المشركين كانوا يعترفون بأن الله هو الخالق والرازق، لكنهم أشركوا في العبادة. يقول الله:
﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ﴾ [لقمان: 25].
﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ﴾ [العنكبوت: 63].

لكنهم اعتقدوا أن آلهتهم تستطيع جلب النفع أو الضرر بإذن الله، وهذا اعتقاد باطل.


কপিরাইট স্বত্ব © ২০২৫ আস-সুন্নাহ ট্রাস্ট - সর্ব স্বত্ব সংরক্ষিত| Design & Developed By Biz IT BD