الإيمان بالتقدير أو قضاء الله (الحلقة الأخيرة-٤)
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أكمل الناس إيمانًا بالقدر، ولذلك كان أعظمَ مجاهدٍ ثابتِ العزيمة في التاريخ البشري. لقد عمل بما في وسعه، ودعا الله طالبًا رحمته، ووكَّل النتائج إلى ربه. ولهذا، حتى في أشد لحظات المحنة، ظل قلبه مطمئنًا، ثابتًا، خاليًا من القلق.
وأصحابه رضي الله عنهم كانوا كذلك مجاهدين أشداء، ثابتِي العزيمة. لقد أزال إيمانهم بالقدر كل شك وخوف وهمّ، وأعطاهم الحافز لفتح العالم.
هكذا أمرنا أن نؤمن بالقدر في القرآن والسنة. وسأذكر حديثًا واحدًا فقط:
المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير. فاجتهد في طلب ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تضعف أو تيأس. وإن أصابك شيء (ففشلت أو لم تحصل على النتيجة المرجوة)، فلا تقل: "لو أني فعلت كذا لكان كذا!"، بل قل: "قدر الله وما شاء فعل"، لأن كلمة "لو" تفتح عمل الشيطان.
الإيمان بالقدر يُغلق أبواب القلب أمام الشيطان، فلا يستطيع أن يزرع فيه بذور اليأس أو القنوط. اللهم اجعلنا من المؤمنين الأقوياء في الأجسام والعقول والإيمان والعمل. آمين!