جميع البدعات مباحة
البدعة هي أي عمل أو اعتقاد لم يفعله رسول الله ﷺ أو صحابته كدين أو عبادة، ثم اعتُبِرَ دينًا أو عبادة أو عملاً صالحًا. هنا نذكر بإيجاز بعض خصائص البدعة دون ذكر المصادر التفصيلية.
لا يقع في البدعة إلا المتدينون. البدعة هي الذنب الوحيد الذي يرتكبه الإنسان وهو يعتقد أنه حسنة.
مثلًا: شخص يقف أو يقفز أو يرقص أثناء الذكر أو الصلاة على النبي ﷺ. هذه الحركات كالوقوف أو القفز أو الرقص ليست محرمة في الأصل في الشريعة. لو فعلها أحد لسبب دنيوي، فلا إثم عليه. لكن إذا اعتقد أن هذه الحركات جزء من الدين أو العبادة، أو أنها أفضل من الطريقة المشروعة، تصبح بدعة.
لأن الفعل في حد ذاته ليس محرمًا في الإسلام، بل تحويله إلى عبادة أو اعتقاد أنه عبادة هو الذنب. أحيانًا تصبح الأفعال المحرمة بدعة إذا فُعِلت بنية التقرب إلى الله، مثل شرب الخمر، الزنا، الغناء، السجود لغير الله، بناء القبور، إضاءة المصابيح عليها، إلخ.
المبتدع يعتبر نفسه سنيًا، لكنه لا يقبل السنن التي تعارض بدعته. مثلاً: الذي يصلي على النبي ﷺ قافزًا يعترف أن النبي ﷺ لم يفعل ذلك، لكنه مع ذلك يشعر بعدم الارتياح عند الصلاة جالسًا، ويحاول إثبات أن قفزه أفضل!
البدعة هي مشاركة غير النبي ﷺ في التشريع، أو عدم الثقة بكمال رسالته. المبتدع يشعر بالراحة عند اتباع غير النبي ﷺ (كبعض المشايخ)، ويقلل من أهمية اتباع السنة بحجة: "أليس كل شيء يجب أن يكون كما فعل النبي؟"، ثم يسوق أدلة غير صحيحة لتبرير بدعته.
لكنهم لم يكتفوا بعبادته وحده، بل عبدوا معه غيره. قال الله: {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ۖ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} (الزمر: 45). المبتدع نفس حاله مع سنة النبي ﷺ: إذا ذُكِرَت السنة وحدها اشمأز قلبه، وإذا ذُكِرَت معها آراء المشايخ فرح!
لأن المبتدع يعتقد أن عمله صحيح، فلا يفكر في التوبة. بينما مرتكب الذنب العادي يعرف أنه أخطأ، فيمكنه التوبة.
عندما تصبح طريقة غير مشروعة عبادة، تموت الطريقة المشروعة. مثلاً: الذي يذكر الله قافزًا سيترك الذكر جالسًا، ثم تختفي هذه السنة من المجتمع.
كما حدث لأهل مكة: بدأوا بترك اتباع إبراهيم ﷺ بحجج، ثم أدى بهم الأمر إلى الشرك. نفس الشيء يحدث في هذه الأمة.
أما المشرك والمبتدع فيشعر بقرب غير الله في قلبه، فينقطع عن الله.
لمزيد من التفاصيل والأدلة، راجع كتاب "إحياء السنن" للدكتور عبد الله جهانغير، من إصدارات مؤسسة السُّنَّة.